ما هي الأعمال التي تنفع الميت والتي يصل ثوابها إليه إن عملت من قبل الحي سواء أكان هذا الحي ولداً أو أباً أو سوى ذلك. أفدنا وأعطنا الجواب الشرعي لذلك، ومع الدليل إن سمحت ولك الشكر والأجر.
الإجـابة
من المتفق عليه أن الميت ينتفع بما كان سبباً فيه من أعمال البر في حياته لما رواه مسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أوعلم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له".
وأما ينتفع به من أعمال البر الصادرة عن غيره فبيانها كما يلي:
1- الدعاء والاستغفار: وهذا مجمع عليه لقوله تعالى: (والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان).
ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء" رواه ابو داود والبيهقي وابن حيان.
2- الصدقة: وقد حكى النووي الإجماع على أنها تقع على الميت ويصله ثوابها سواء أكانت من ولد أم من غيره، وقد روى مسلم أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: إن أبي مات وترك مالاً ولم يوصِ فهل يكفر عنه أن اتصدق عنه ? قال: "نعم".
3- الصوم: لما رواه البخاري مسلم عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها ? قال: "لو كان على أمك دين أكنت قاضيه عنها ?" قال: نعم قال: "فدين الله احق أن يقضى".
4- الحج: لما رواه البخاري عن ابن عباس أن امرأة من جهينة جاءت إلى النبي فقالت: إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت أفأحج عنها: قال: "حجي عنها، أرأيتِ لو كان على أمك دين أكنت قاضيته ? اقضوا لله، فالله احق بالقضاء".
5- الصلاة: لما رواه الدار قطني أن رجلا قال يا رسول الله إن كان لي أبوان أبرهما في حال حياتهما فكيف لي ببرهما بعد موتهما ? فقال: "إن من البر بعد الموت أن تصلي لهما مع صلاتك وأن تصوم لهما مع صيامك".
6- قراءة القرآن: وهذا رأي الجمهور من أهل السنة، والاختيار في هذا الامر وحتى يحسم الخلاف أن يقول القارئ بعد الفراغ من قراءة القرآن: اللهم أوصل مثل ثواب ما قرأته إلى فلان الميت وفي (المغني) لابن قدامة: قال أحمد بن حنبل: الميت يصل إليه كل شيء من الخير والقائلون بوصول ثواب قراءة القرآن إلى الميت يشترطون أن لا يأخذ القارئ على قراءته أجراً، فاللهم اجعلنا من أهل الخير قولاً وعملاً وحالاً.
التعليقات