آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام
ggggggggg


فتاوى شرعية / جريدة الجماهير

   
التفكير في الانتحار

التفكير في الانتحار

تاريخ الإضافة: | عدد المشاهدات: 3724
تتوالى عليّ الأزمات والمشكلات أزمة بعد أزمة ومشكلة بعد مشكلة وهم بعد همّ, والأزمات متنوعة والمشكلات متعددة, منها مالي ومنها نفسي ومنها صحي ومنها اجتماعي, لذلك وجدتني أفكر في الانتحار, فهل أفعل أم ماذا, أجبني فأنا محتار، محتار، محتار، ياسيدي.‏


  الإجـابة
اعلم ياأخي أنه ليس أمامك إلا الصبر الذي أمرنا الله أن نستعين به وبالصلاة على الشدائد: (ياأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين). والصبر مفتاح الفرج. وعلى المسلم ياأخي أن يواجه الأزمات برباطة جأش وقوة إرادة بتوكله على الله واعتصامه بحبله, وثقته به وبفرجه, فبعد الليل فجر وإن طال الليل, ومع العسر يسر وإن اشتد العسر, ولتعلم ياأخي أن أشد الناس بلاء الأنبياء, فأكثرهم ولد في مهد الألم وأحضان العذاب.‏ فها هو سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام يُرمى في البحر منذ اللحظة الأولى من ولادته, حيث أوحى الله إلى أمه أن ألقيه في اليم ولاتخافي ولاتحزني ثم يلتقطه عدو لله وله, وتحدث العناية الإلهية فيتربى في بيت فرعون الذي كان قرر قتل الذكور من أجل موسى وحتى يتخلص من موسى. فسبحان العظيم أي العناية التي لا يقدر على مجابهتها أحد, وها هو سيدنا يوسف عليه السلام أيضاً فقد تجرع العذاب منذ نعومة أظافره, حسده إخوته ثم أرادوا قتله ليتخلصوا منه واقترحوا إلقاءه في البئر وألقي فعلاً ثم استخرج منه وأخذ إلى سوق الرقيق حيث بيع, ثم استخدم في البيوت, واتهم بالفاحشة وألقي في السجن بضع سنين و... و.... وبعد هذا ما كان ? لقد مكّنه الله في الأرض وصار عزيز مصر وصارت إليه الكلمة النافذة في المال والتموين والاقتصاد, كل هذا ياأخي بفضل الصبر كما قال تعالى في سورة يوسف: (إنه من يتق ويصبر فأن الله لايضيع أجر المحسنين). نعم التقوى والصبر مفتاح النصر وسبيل الفلاح في الدنيا والآخرة. أما الانتحار فليس مقبولاً في العقل والشرع وهيهات أن تراود فكرته مسلماً حريصاً على دينه, فروح الإنسان ليست ملكه، إنما هي ملك الله عز وجل، وهي أمانة عند الإنسان ووديعة فعليه أن يتعامل معها وفق تعاليم من ائتمنه عليها. الانتحار ياأخي كبيرة من أعظم الكبائر تكاد تقارب الكفر، والعياذ بالله، لما تحمل في ثناياها من معنى اليأس من رحمة الله، والله تعالى يقول: (إنه لاييأس من روح الله إلا القوم الكافرون). أوصيك بالصبر والتقوى وبالتحلي بهما لتواجه صعوبات الحياة والله معك ويتولاك ويرعاك, ويحفظ عليك وعلينا ديننا وأوطاننا وأجسامنا وعقولنا, إنه سميع مجيب.

التعليقات

شاركنا بتعليق