آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام
ggggggggg


فتاوى شرعية / جريدة الجماهير

   
مقومات العيش المشترك

مقومات العيش المشترك

تاريخ الإضافة: 2009/04/02 | عدد المشاهدات: 3008
الأستاذ الشيخ: عندما نتحدث عن العيش المشترك أو التعايش فماذا نعني به، وما المراد منه، وما مقوماته ؟ وشكراً لمقامكم الرفيع.


  الإجـابة
الخميس 2/4/2009 مقومات العيش المشترك - يا سائلي - أمران:‏ الأول: ضمان الحقوق للأطراف بالعدل، للأنا وللآخر، فحق كل طرف في المجتمع والوطن مصون ومرعي لا يُنتهك ولا يساء إليه، قال تعالى: (ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين)، وقد كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نصارى نجران، هذا بعض نصه: "من محمد النبي رسول الله إلى الأسقف أبي الحارث وأساقفة نجران وكهنتهم ومن تبعهم ورهبانهم، أن لهم ما تحت أيديهم من قليل وكثير.. ولا يغتر حق من حقوقهم ولا سلطانهم ولاشيء مما كانوا عليه، على ذلك جوار الله ورسوله أبداً ما نصحوا واصطلحوا فيما عليهم غير مثقلين بظلم ولا ظالمين". الثاني: الاحترام المتبادل: يبذله كل نحو الآخر، لأن الإنسان بحد ذاته وبغض النظر عن أية صفة أخرى تلحقه مُكرَّم مُحترم، قال تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم) وما هذا الاحترام إلا عهد إنساني قطعه الإنسان على نفسه في سره وإعلانه وأمام ربه، وعلى الإنسان أن يفي به ليكون متحققاً بإنسانيته منسجماً معها، قال تعالى: (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً)، وأهم عهد هو عهد الإنسان مع الله ليعبده، وعهد الإنسان مع الإنسان ليحترمه، وما سوى ذلك من العهود توابع لهذين العهدين، وما أروع ما قاله القرآن الكريم: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين). وخلاصة الأمر: المواطنة حصانة، ولقد غدت الانتماء المعتبر، ولقد سوى هذا الانتماء بين المواطنين في الحقوق والواجبات، فيا أيها الناس لا تخلعوا ثوب إنسانيتكم بتطرفكم وظلمكم وعنادكم، بل أبقوه عليكم، واعتنوا به وحافظوا عليه أنيقاً نظيفاً، والخلق كلهم عيال الله وأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله.‏

التعليقات

شاركنا بتعليق