آخر تحديث: الجمعة 29 مارس 2024
عكام
ggggggggg


فتاوى شرعية / جريدة الجماهير

   
ملامح التشريع في القرآن الكريم

ملامح التشريع في القرآن الكريم

تاريخ الإضافة: 2009/05/28 | عدد المشاهدات: 1847
أستاذنا فضيلة د. محمود عكام: نريد منكم لمحة عن ملامح التشريع الذي جاء به القرآن الكريم بالذات، ونحن نشكرك جداً على جهودك الطيبة.


  الإجـابة
الخميس 28/5/2009 خصائص القرآن الكريم في التشريع يا سائلي هي:‏ 1- التأسيس والاستيعاب: والتأسيس يعني التشريع ابتداء وليس تعقيباً أو تعليقاً أو شرحاً، وأما الاستيعاب فالقرآن دستور شامل وليس قانوناً مفصلاً، فما ثمة شيء يلزم الإنسان في حياته إلا وللقرآن توجيه فيه، قال تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً). 2- يسر التكاليف: واليسر ينصب على أمرين هما: أصل التكليف وطبيعة التكليف. أما أصل التكليف فالإنسان بحاجة إلى تكليف، ولو لم يُكلَّف لعسر عليه الأمر، لأن الإنسان نظام في خلقه، وبالتالي يسعى إلى نظام، ولا تناسبه الفوضى على الإطلاق، وأما طبيعة التكليف ففي حدود المقدور ومكنة الاستطاعة، قال تعالى: (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها)، وقال: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)، وقال: (يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً). 3- الواقعية: لم يكن التشريع في القرآن مثالياً يتجاوز الإنسان في طبيعته ودوافعه، كما لم يكن تشريعاً يتبع رغبات الإنسان دون النظر إلى النتائج، ولكنه كان واقعياً يلبي صالح الإنسان وخير الإنسان وينميه، وبعبارة مختصرة، فالتشريع القرآني كان منسجماً مع الفطرة لم يخالفها ولم يكن ضدها، قال تعالى: (يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم. الذي خلقك فسواك فعدلك) خلقك بشراً، فسواك إنساناً، فعدلك أميناً تحمل التكليف المناسب، قال تعالى: (ونفسٍ وما سواها. فألهمها فجورها وتقواها. قد افلح من زكاها. وقد خاب من دساها) فمن زكَّاها فبالتشريع القرآني، ومن دسَّاها فبالإعراض عنه إلى سواه، ومن أعرض عن ذكر الله فإن له معيشة ضنكاً وصعبة وقاسية، فالحمد لله على القرآن كتاباً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

التعليقات

شاركنا بتعليق