أستاذنا الجليل:
نريد منكم ونحن نعيش شهر رجب لمحةً عن هذا الشهر الفضيل، وشكراً كبيراً لمقامكم، وجزاكم الله خيراً.
الإجـابة
الخميس16/7/2009
شهر رجب - يا سائلي - هو الشهر السابع من شهور السنة الهجرية القمرية، سمَّاه العرب "رجباً" إشارة إلى تعظيمه يقال رجبت فلاناً، أي هبته وعظمته. يقع هذا الشهر بين جمادى الآخرة وشعبان، وقد عُرف برجب مضر نسبةً إلى قبائل مُضر التي كانت أعظم العرب تعظيماً له، وفي حديث البخاري: "رجب مضر الذي بين شعبان وجمادى"، وقوله بين شعبان وجمادى تأكيد للبيان وتوضيح له، لأن العرب كانوا يؤخِّرونه من شهر إلى شهر، فيتحول عن موضعه الذي يختص به أصلاً، وعُرف برجب الفرد، لأنه أحد الأشهر الحرم عند العرب، وهي ثلاثة متتابعة: ذو القعدة وذو الحجة ومحرم، وواحد فرد وهو رجب.
وقد حَرَّم سيدنا إبراهيم القتال في هذه الأشهر الحرم، وسارت العرب على سنته مدة، ثم تلاعبت بأسماء الشهور لتحلَّ وتحرم وفق هواها، لذا فقد سمَّى العرب الحرب التي وقعت بين قريش وهوازن "حرب الفجار" لأنها كانت في شهر رجب، ثم نسخ حكم القتال، وأنه محرم في الأشهر الحرم في الإسلام بقوله تعالى: (يسألونك عن الشهر الحرام قتالٍ فيه قل قتال فيه كبير وصَدٌّ عن سبيل الله).
من الحوادث التي اشتهر بها هذا الشهر حادثة الإسراء والمعراج كما جاء عند أهل السنة أو عند جُلِّهم، وقد وقعت قبل الهجرة بسنة ونصف تقريباً، وفي هذا الشهر أيضاً وقعت غزوة تبوك.
وعلى كل، فيا أخي: لئن كان هناك أشهر حُرم وأشهر غير حرم، فإننا نقول: الإنسان كله، وأياً كان (حرم)، وهو مخلوق مقدس، فلنكن رعاة له بأمانة، ولنرحمه بوفاء، ولنسعَ من أجل تعاون إنساني بناء على الفضيلة والعلم والمعرفة والأمن والسلام وكل خير، وشكراً لك.
التعليقات