آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام
ggggggggg


فتاوى شرعية / جريدة الجماهير

   
تبيان عن قبر نبي الله زكريا

تبيان عن قبر نبي الله زكريا

تاريخ الإضافة: 2009/08/20 | عدد المشاهدات: 1354
سماحة الدكتور محمود: نرجو منك تبياناً عن قبر نبي الله زكريا عليه السلام في الجامع الكبير بحلب، ولكم كل التقدير.


  الإجـابة
الخميس 20/8/2009 نبي الله زكريا أولاً:‏ هو نبي الله زكريا من نسل نبي الله داود، وهو والد نبي الله يحيى بن زكريا عليه السلام المدفون في مسجد دمشق الأموي. عاش في النصف الثاني للقرن الأول قبل الميلاد وتوفي بعد الميلاد بقليل، وقد بعثه الله إلى بني إسرائيل يقضي بينهم بشريعة موسى عليه السلام، وأوكل إليه الله تعالى مهمة تربية مريم بنت عمران عليه السلام، وكان زوج خالتها، كما عهد إليه الله تعالى الوقوف في وجه أحبار بني إسرائيل وتحريفهم للتوراة واستعلائهم على البشر. ونتيجة لمواقفه الكثيرة تآمر عليه الأحبار وحرضوا الحاكم الروماني عليه فقتل زكريا عليه السلام وكان قد هرب من المجرمين فاختبأ في جذع مجوف لشجرة كبيرة فنشر اليهود الشجرة وهو بداخلها ونشروا جسمه معها فمات شهيداً. كان زكريا عليه السلام يعمل نجاراً، وقد ورد اسمه في القرآن الكريم سبع مرات. ب- جامع حلب الكبير ثانياً: كان موضع جامع حلب الكبير أيام الرومان بستاناً لكنيسة هيلانة فلما فتح المسلمون المدينة صالحوا أهلها على موضع الجامع وكان أول من أمر ببناء الجامع الكبير هو الأموي سليمان بن عبد الملك حوالي سنة 95 هـ وقد دمر المسجد وأحرق عدة مرات من قبل الروم والتتار وغيرهم من الغزاة وأعيد ترميمه وبناؤه عدة مرات. وأقدم جزء باق على حاله من بناء المسجد هو المنارة أو المئذنة التي تعود إلى عام 482 هجرية 1090 ميلادية. ج - قبر نبي الله زكريا في جامع حلب الكبير ثالثاً: لم يكن لنبي الله زكريا عليه السلام قبر معروف إلى سنة 435 هجرية حيث عثر في مدينة بعلبك في سهل لبنان على حجر قديم محفور فيه بقايا عظام بشرية وقد نقشت عليه عبارات بلغة قديمة فسرها المؤرخون يومها أنها هذا عضو من أعضاء نبي الله زكريا عليه السلام وقد نقل هذا الحجر إلى مدينة حمص. - المكان الأول لأثر زكريا عليه السلام في حلب: لم يبق هذا العضو من نبي الله زكريا عليه السلام في حمص إلا لفترة وجيزة حيث نقل إلى مدينة حلب ودفن أولا في جامع ومقام إبراهيم الخليل عليه السلام في قلعة حلب، حيث وضع في جرن من الرخام الأبيض وأحكم إغلاقه وأودع في خزانة إلى جانب المحراب. - المكان الثاني لأثر زكريا عليه السلام في حلب: ولما غزا التتار حلب سنة 659 هجرية ودمروا الكثير من معالمها احترق مقام إبراهيم عليه السلام الذي في القلعة فقام اثنان من كبار وجهاء حلب وهما سيف الدولة أبو بكر بن ايلبغا الشحنة وشرف الدين أبو حامد بن النجيب فنقلا الأثر النبوي من القلعة إلى المسجد الكبير حيث أودع في الجدار الجنوبي للمسجد إلى الشرق من مكان المنبر. - المكان الثالث لأثر زكريا عليه السلام في حلب: وفي عهد السلطان العثماني أحمد الثالث أمر الوزير الأعظم علي باشا بترميم جزء من الجامع الكبير وذلك سنة 1120 هجرية 1708 ميلادية وقد تم خلال هذا الترميم هدم الجزء الشرقي من جدار المنبر واستخراج صندوق المرمر الأبيض الذي يحوي الأثر النبوي. وفي هذه الواقعة بنيت حجرة الضريح التي لا تزال قائمة إلى يومنا هذا، وهي حجرة مربعة تقريباً يبلغ طول جدارها حوالي مترين ونصف تعلوها قبة لها كوات أو شبابيك صغيرة وفي قاعدة القبة شبكة نحاسية بعيون مربعة جعلت كالسقف للحجرة وزينت الجدران الثلاثة الغربي والشرقي والجنوبي بأجمل أنواع الخزف والقاشاني. وأما جرن الأثر النبوي فقد وضع في جرن أكبر منه ووضع هذا الجرن الثاني على مصطبة مرتفعة عن الأرض وتمت تغطيته بالتراب والحجارة القديمة التي كانت تحيط به من قبل. ثم تمت تغطية هذا المكان بصندوق خشبي على شكل ضريح وفي سنة 1291 هجرية قام السلطان العثماني عبد العزيز بإهداء المقام كسوة من المخمل المزركش وضعت فوق الصندوق الخشبي. وكانت عملية بناء الحجرة بإشراف والي حلب عبدي باشا إلى جانب متولي الجامع الشيخ علي بن أسد الله بن عالي العالم الفاضل ومشاركة قاضي حلب عبد الرحمن بن مصطفى البكري. وقد جرت عادة الوجهاء وولاة حلب بإهداء التحف والهدايا النفيسة إلى مقام نبي الله زكريا عليه السلام وقد كان يضم عدة مصاحف مخطوطة نفيسة وعدة قناديل من الفضة وقنديل من الذهب وشمعدان من الفضة وغير ذلك من البلور والسجاد والشالات والقماقم النفيسة. وفي عام 2006 ميلادية أعلن عن بدء الاحتفال بحلب عاصمة للثقافة الإسلامية بقيام السيد رئيس الجمهورية بافتتاح الجامع الكبير بحلب بعد أن أعيد ترميمه بشكل كامل ومن جملة ذلك ترميم حجرة الأثر النبوي لسيدنا زكريا عليه السلام.

التعليقات

شاركنا بتعليق