سماحة الشيخ الدكتور محمود عكام:
هذه العولمة التي تزحف على الدنيا لتبتلعها لصالح المادة والمصلحة الخاصة والمنفعة العامة، فكيف نواجهها، وهل من طريق نسلكه في سبيل ذلك ؟ ولكم التقدير والشكر والثناء.
الإجـابة
الأحد 17/1/2010
العولمة التي تحدثتَ عنها - يا سائلي - عرّفها بعضهم بأنها: لحظة تتويج النظام الرأسمالي العالمي كونياً، وهذا يعني إغراق الجسد بالمتع وحرمان الروح، وطغيان ثقافة الصورة، وإحلال العنف الثقافي محل المثاقفة التي تعني إصغاء متبادلاً من سائر الثقافات بعضها إلى بعض.
ولذلك يمكننا مواجهة العولمة بما يلي:
1- الممانعة والتمرد: وزرع بذور ذلك في نفوس من نتوجه إليهم بالتربية، وتعني الممانعة تنمية وتقوية التمرد على السوء، وتتجلى في رفض المهادنة والمساومة على المبادئ الجادة: "والله يا عمّ، لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه".
2- تعميق القراءة وثقافة المكتوب: ولتتناول القراءة مكونات الهوية وعناصرها، ولعل أهم مكون لها التراث والتاريخ، لقد ضعف ارتباطنا بجذورنا لجهلنا بها فسهل على أي ريح خلعنا عنها، وزرعنا في أية تربة أخرى غريبة عنا وعن الإنسانية.
3- الكفّ عن الإمعان في إشباع الجسد: وتحويل بعض الجهود إلى تغذية الروح الجائعة والعطشى، فإلى متى كأننا لا نملك إلا الجسم والجسد.
لقد اشتدّ أنين الروح وهي ترزح تحت وطأة المادة القاتلة ولا مغيث.
4- تأصيل التعارف غايةً إنسانية جادة: وتوجيه التقانة الاتصالية لتكون في خدمة ذلك. والتعارف طريق الاعتراف بالآخر، كما أن التعارف يفرز الحوار واللقاء والسلام والأمان والعدل والأنصاف والاستقرار. فهل نحن جادون، وشكراً لسائلي العزيز.
التعليقات