أستاذنا الجليل:
أريد منكم كلمة توجهونها لنا من أجل فضل عيادة المريض وثوابها، مع ذكر آدابها، وهل يزور المسلم مريضاً غير مسلم، وهل تزور المرأة رجلا مريضاً ؟ وجزاك الله كل خير عنا وعن مجتمعنا كله.
الإجـابة
الخميس 21/1/2010
لعيادة المريض أجر كبير، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من عاد مريضاً نادى منادٍ من السماء طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلاً" أخرجه ابن ماجة، وثمة أحاديث كثيرة وفيرة في فضل ذلك.
وأما أدب العيادة: فيستحب أن يدعو العائد للمريض بالشفاء والعافية وأن يوصيه بالصبر والاحتمال وأن يقول الكلمات الطيبة التي تطيب نفس المريض وتريحه، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا دخلتم على المريض فنفّسوا له في الأجل" أي طمعوه في طول أجله.
وكان صلى الله عليه وسلم إذا دخل على مَن يعود قال: "لا بأس، طهور إن شاء الله" ويستحب تخفيف العيادة وتقليلها ما أمكن حتى لا يُثقل على المريض، إلا إذا رغب في ذلك، ومن الدعاء المستحب للمريض: "اللهم رب الناس أذهب البأس، اشفِ أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، اللهم اشفه شفاءً لا يغادر سقماً يا رب العالمين"، وكذلك: "أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك".
وتعود النساء الرجال فقد عنون البخاري باباً فقال: باب عيادة النساء الرجال، وعادت أم الدرداء رجلاً من أهل المسجد من الأنصار.
وأيضا يعود ويزور المسلم مريضاً غير مسلم ويستحب ذلك، فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد وزار غلامه اليهودي لما مرض.
فيا ناس: أعيدوا للمجتمع صِلاته الطيبة وعلاقاته الحميمة الوفية حتى ينهض ويقوى ويزداد متانة وصلابة في مواجهة الصعاب والتحديات، وقد آن الأوان لذلك، فهيا وأسرعوا والله معكم وهو يتولاكم.
التعليقات