سيدي الشيخ د. محمود:
هل يجب علينا أن نحب النبي صلى الله عليه وسلم وجوباً شرعياً ؟ أرجو التوضيح ولك كل التقدير.
الإجـابة
الخميس 25/2/2010
نعم أخي السائل، فإن محبة النبي صلى الله عليه وسلم واجبة يأثم العبد بتركها أو الاستخفاف بها أو التساهل فيها، والأدلة على ذلك كثيرة في الكتاب والسنة. قال تعالى: (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحبّ إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره) . وقال تعالى: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحبّ إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار" رواه البخاري ومسلم. وقال: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين" رواه مسلم.
وقال القاضي عياض: "المحبة ثلاثة أقسام: محبة إجلال وإعظام كمحبة الوالد، ومحبة شفقة ورحمة كمحبة الولد، ومحبة مشاكلة واستحسان كمحبة سائر الناس، يجمع النبي صلى الله عليه وسلم أصناف المحبة في محبته".
وحتى تكون المحبة راسخة على المسلم أن يدرك ويتعرف على جوانب العظمة والسمو في حياة النبي وشخصيته، ويعرف محاسنه الخلقية والخُلقية، والآثار العظيمة التي تركها في أمته وفي سائر الأمم، وإن فضائله عليه الصلاة والسلام ومحاسنه أكثر من أن تحصى: من جمال الصورة، وقوة العقل، وصحة الفهم، وفصاحة اللسان، وشرف النسب، ووفرة العلم، وطهارة القلب، وشجاعة الفؤاد.
فاللهم صلّ عليه، واجعله لنا أسوة ونحن نعمل على خدمة البلاد والعباد ورعاية الأوطان والإنسان وإحلال الأمان والخير وما ينفع الخلق، وزدنا قرباً منه في الدنيا والآخرة.
التعليقات