آخر تحديث: الجمعة 19 إبريل 2024
عكام
ggggggggg


فتاوى شرعية / جريدة الجماهير

   
كلمة عن الشباب والعمل التطوعي

كلمة عن الشباب والعمل التطوعي

تاريخ الإضافة: 2010/05/03 | عدد المشاهدات: 2625
سماحة الشيخ الدكتور: أرجو منكم كلمة عن الشباب والعمل التطوعي، لأننا بحاجة إلى من يوضح لنا ذلك وأهميته، ولكم كل الشكر.


  الإجـابة
الاثنين 3/5/2010 لعلنا يا سائلي ومن خلال تعريف الشباب والعمل والتطوعي يكون الجواب: الشاب هو من شبَّ عن أن يكون غيره مسؤولاً عنه، فقد أضحى مسؤولاً عن نفسه، ومستعداً للمسؤولية عن غيره، وهذا يقتضي التمتع بـ "سعة إدراك، واشتداد بنية، وعمل دؤوب وطموح قيد الإنجاز، ووعي مسؤولية". وأما العمل فمكوناته: جهد ونظام وغاية وهدف، أما الجهد فهو الحركة السلوكية الصادرة عنك أيها الإنسان والمناسبة لك.‏ وأما النظام: فهو الإطار المكتنف لهذا السلوك والقواعد الناظمة له. وأما الغاية المرجو تحقيقها فهي إتقان هذا العمل الذي يصدر عنك وتحسينه بغض النظر عن دافعه، فالإنسان في النهاية إحسان، والإحسان إتقان.‏ وأما الهدف: فهو أمر منفصل عنك تُعطاه وتمنحه من قبل المسؤولين عنك، وغالباً ما يكون مادياً، وهنا نقول: عليك أن لا تربط عملك وجهدك جودة وإتقان بالهدف مقداراً وحجماً، وإلا فأنت ناقص الإنسانية، فالمدرِّس الذي يعطي في تدريسه على قدر راتبه مدرس غير محسن في عمله، وحين نتحدث عن التطوع نقول: المتطوع حر يربط سلوكه المنظم "عمله" بالغاية التي هي الإتقان والإحسان ليثبت إنسانيته، وغير الحر هو من يربط سلوكه المنظم "عمله" بالهدف، ولذلك فهو في اضطراب دائم وتقلب مستمر. وأخيراً: فالذي يقبع في العمل الحر "التطوعي" سيادة الحب، وهي درجة أسمى وأعلى من سيادة الواجب التي تقبع في العمل المرتبط بالهدف المادي، وعلى كل: فاللهَ نسأل أن يجعلنا أحراراً في أعمالنا وأقوالنا، نبتغي الخير ونتقن، ونحسن في أقوالنا وأعمالنا إرضاء لربنا وخدمة لأوطاننا.

التعليقات

شاركنا بتعليق