فضيلة أستاذنا وشيخنا الدكتور محمود عكام حفظه الله:
سمعت أن الصبر ليس نوعاً واحداً، بل هو أنواع، فما هي، وأرجو كلاماً عنها بشيء من التوضيح، والله يحفظك يا شيخنا الفاضل.
الإجـابة
الخميس 17/6/2010
الصبر أنواع يا سائلي وهي:
1- صبر على فعل الطاعات.
2- صبر على ترك المحرمات.
3- صبر على أذى المخالفين وعنتهم.
4- صبر على البلاء والمصائب.
أما الصبر على فعل الطاعات، فقد قال تعالى: (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين)، وقال صلى الله عليه وسلم: "حُفَّت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات: رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: "من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة" رواه الترمذي. ومعنى أدلج: أي جَدَّ وعمل وبذل الجهد وقاوم وعانى.
الصبر على ترك المحرمات والشهوات المنهي عنها، فقد قال تعالى: (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى. فإن الجنة هي المأوى)، وقال تعالى أيضاً على لسان يوسف عليه السلام: (إن النفس لأمَّارة بالسوء).
وأما الصبر على أذى الآخرين، فقد قال تعالى: (واصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاً). وقال أيضاً: (وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً). وقال صلى الله عليه وسلم: "أفضل الفضائل أن تصل من قطعك، وتعطي من منعك، وتصفح عمن شتمك" رواه أحمد. وقال صلى الله عليه وسلم: "المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أعظم أجراً من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم" رواه الترمذي.
وأما الصبر على البلاء والمصائب، فقد قال تعالى: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين. الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون). وقال صلى الله عليه وسلم: "ما يصيب المسلم من نَصَبٍ ولا وَصَب ولا هَمّ ولا حُزن ولا أذى ولا غَمّ حتى الشوكة يشاكها إلا كفرّ الله بها من خطاياه" رواه البخاري ومسلم.
فاللهم اجعلنا من الصابرين، واكتبنا من الصادقين، وهيئ لنا من أمرنا رشداً، ولا تسلّط علينا من لا يرعاك فينا.
التعليقات