فضيلة المفتي:
هل يجوز الاصطياد بالطيور الجارحة أو بالكلب كما نرى أحياناً هنا وهناك ؟ ولكم الأجر والثواب وشكراً.
الإجـابة
الأحد 27/2/2011
الصيد بالجوارح كالصقر والبازي والكلب وغيرها مما يقبل التعليم جائز بالشروط التالية:
1- تعليم الحيوان الصيد, ويعرف ذلك بأن يأتمر إذا أمر من قبل صاحبه وينزجر إذا زجر وإلا فلا.
2- أن يمسك على صاحبه بترك الأكل من الصيد, فإذا أكل من الصيد فهذا يعني أنه أمسك لنفسه فلا يحل صيده، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم: "إذا أرسلت كلابك المعاءة وذكرت اسم الله عليها فكل مما أمسكنا عليك, وإن أكل الكلب فلا تأكل, فإني أخاف أن يكون مما أمسك على نفسه".
3- أن يرسله ويذكر اسم الله عليه, وكلمة "أن يرسله" فهذا يعني قصد إرساله، فإذا انبعث الحيوان الجارح من تلقاء نفسه من غير إرسال من الصائد فلا يجوز صيده ولا يحل أكله عند مالك والشافعي وأبي ثور, لأنه صاد لنفسه من غير إرسال, وبالتالي لا يصدق عليه الحديث الآنف الذكر: "إذا أرسلت كلابك..."، وقال آخرون: يؤكل صيده إذا كان قد أخرج للصيد أصلاً وابتداء.
فإذا ما أدرك الصائد الصيد وهو حي حياة غير مستقرة, وكان قد قطع حلقومه أو مريئه أو... فإنه يحل آنئذ بغير ذكاة (ذبح). أما إذا أدركه وفيه حياة مستقرة فإنه يجب في هذا الحال ذكاته (ذبحه) ولا يحل بدونها.
وأما التسمية على الصيد فقد اختلف الفقهاء في حكمها فمنهم من عدها شرطاً في حل الصيد, ومنهم من قال إن كان قد تركها الصائد ناسياً فيحل أكل الصيد.
وقال آخرون: التسمية سنة فإن تركها عامداً أو ناسياً لم يحرم الصيد ويحل أكله وهذا قول الشافعي وجماعة من المالكية. فاللهم فقهنا في الدين وعلمنا التأويل.
التعليقات