آخر تحديث: الجمعة 29 مارس 2024
عكام


خطبة الجمعة

   
عدونا غاشم مغتصب فلا تأمنوا سلامه

عدونا غاشم مغتصب فلا تأمنوا سلامه

تاريخ الإضافة: 2004/05/21 | عدد المشاهدات: 2227

أما بعد : أيها الأخوة المؤمنون :

حسبي في البداية أن أتوجه إلى العلي القدير لينزل الدمار والهلاك على الصهيونية المجرمة وكذلك على الإدارة الأمريكية الفاسدة التي تقتل أبناءنا – أعني الصهيونية – في فلسطين ، والتي تشرد أبناءنا ، والتي تذبح أبناءنا ورجالنا وأطفالنا ، والتي تُيَتِّم الأطفال وتُرَمِّل النساء ، وكذلك على الإدارة الأمريكية الفاسدة التي تقوم بما تقوم به ربيبتها الصهيونية المجرمة .
لتكن قلوبنا متوجهة إلى العلي القدير في كل صلواتنا وكل خلواتنا من أجل أن ينصر إخواننا في فلسطين ومن أجل أن ينصر إخواننا المقاومين الصائبين في العراق . اُدعوا الله عز وجل صباحَ مساء ، فالأمر كما ترون خطير والقضية تكاد تأخذ مجرى الفظاعة والخطورة والشناعة ، وما أدري ما يُفعل بي ولا بكم من قِبَل أناسٍ ليس لهم أدنى صلة بالإنسانية ، من قِبَل إناس لا يرقبون في الناس إلاً ولا ذمة ، من قبل أناس هم شكلاً على صورة الناس لكنهم في حقيقتهم وحوش مستنفرة ، وهم في حقيقتهم أعداء ، وهم في حقيقتهم لا يَمُتُّون إلى الإنسانية بصلة .
سمعنا أخبارَ ما جرى في رَفَح ، وما جرى في القائم ، تُرى ما الذي يجب أن نقول ، ما الذي يجب أن نردده على مسامع بعضنا ؟ جلست أفكر عما أخطب هذا اليوم ، وإذ بي أراجع ما كنتُ قد قلته منذ أكثر من سبعة عشر عاماً قبل مدريد ، واتفاق مدريد ، وقبل أوسلو ، وقبل كامب ديفيد الثانية ، وقبل شرم الشيخ .
منذ سبعة عشر عاماً خطبت خطبة قرأتها من جديد البارحة ، قلت في نفسي : إنه الموقف ذاته لا يتغير ولا يتبدل ، هؤلاء – أعني الصهيونية – ومن سار على دربهم وطريقهم ، هؤلاء لا يعرفون إلا لغة القتال ، ولا يعرفون إلا لغة المقاومة ، هؤلاء - ورب الكعبة - لا يسالمون ولا يهادنون ولا يعاهدون ، لأنهم لا يَرْعَوْن للسلام ذِمة ، ولا يرعون للمعاهدة إلاً ، ولا يرقبون في أيِّ عهدٍ رعاية ، هؤلاء أعداء الله والإنسان والتاريخ ، هؤلاء يجب أن يُواجَهوا بإيمان ، بإعدادٍ يعني اعتصاماً بحبل الله عز وجل ، يجب ان يواجَهوا بعدة وعتاد ، بعدة علمية وعدة حربية ، خطر ببالي أن أعيد عليكم خطبةً قلتها منذ سبعة عشر عاماً لترَوا بأمِّ أعينكم : إن هذه المدة التي مرت - أعني سبعة عشر عاماً - تؤكد ضرورة اتخاذ الموقف الذي تحدثنا عنه منذ سبعة عشر عاماً ، بل إن الموقف يجب أن يعمق من حيث كونه مقاوماً ، من حيث كونه جهاداً ، من حيث كونه قتالاً .
قلت : دراسة السلوك مفصولاً عن العقيدة دراسة لا فائدة فيها ولا قيمة لها ، والبحث في الأفعال المعزولة عن البحث في الأفكار بحث مهدور ، والأمل المعقود عن بارقةِ ثغرٍ أو معسولِ لفظٍ دون الولوج إلى العمق أمل مبنيٌّ على شفا جُرُفٍ هارٍ ، وقراءة التصرفات مقطوعة عن جذورها داخل النفس قراءةً لا يمكن أن يعتمد عليها في فهمٍ أو استنباط . أقول هذا ونحن في مواجهة عدو لدود ، فعدونا بغيض ، وعدونا ونحن نرقبه عبر مسيرةٍ طويلة وإن وافق على السلام في تلك الأيام إلا أنه مَكَّارٌ ، وان رضي ادِّعاء ما تمليه آراء تدعو إلى السلام الظاهر أيضاً إلا أننا ينبغي أن نعلم أن ذاك العدو خداع وإن أعلن في لحظةٍ ما أنه في فعلته متوافق معنا ، لكنه - وأيم الله - ينبثق عن فكرٍ خبيثٍ ، وإن قال لنا في لحظةٍ ما بأنه يدعو إلى الأمان إلا أننا ينبغي أن نفهم وبكل اختصار أن أعداءنا لا يُؤمَّنون ، وأنهم بغير القوة والقتال لا يفهمون ، تلك حقيقة عدونا فهل يستيقظ المسلمون حكاماً وشعوباً مسئولين ومسئولين عنهم ؟! إن الصهيونية العالمية في أي مكان كانت وقد تجسدت في إسرائيل وربصت على قلوب أبنائنا في فلسطين تلك الصهيونية لا يمكن أن يُقَامَ معها أيُّ لقاء ، ولا يمكن أبداً أن تكون في جلسة يُدعَى من خلالها إلى سلام ، فلقد جربناهم عبر الزمن الماضي ، وحَسْبُنا أن المصطفى عليه وآله الصلاة والسلام لما كان معهم في المدينة بعد الهجرة الشريفة التي حَوَّلت – أي الهجرة – المسلمين من دعاةٍ إلى قضاة ، ومن جماعة إلى مجتمع ، حسبنا أن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كان صاحبَ تجربةٍ معهم يجب أن نتخذها أسوة ، لقد غدروا ومكروا ، فكانت النتيجة أنهم أُجْلُوا عن المدينة المنورة أجليت بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظه ، وهيهات أن لا نتعرف على عدونا ، هيهات أن تكون معرفتنا بعدونا مأخوذة من سلوك ظاهر ، حتى السلوك الظاهر في أيامنا هذه لم يعد سلوكَ مخاتلٍ يُرِي السلام ظاهراً ويُبطِن العداوة ، فلقد غدا حتى سلوكه الظاهر عداوة صِرفة ، اعتداء سافراً ، صَلَفاً ما بعده صلف ، هيهات أن تكون معرفتنا بعدونا من خلال بحثٍ في الأفعال لا يستند إلى معرفة في الأفكار ، وهيهات أن يكون أملنا منبثقاً من خلال بارقة ثغر أو معسول لفظ ، هيهات أن تكون تلك المعرفة ، وقد قرأنا في كتاب ربنا حكايةً عن هؤلاء ، عن أجدادهم ، عن أسلافهم : ﴿ فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون ﴾
البقرة : 79 هم الذين قال عنهم ربي : ﴿ ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدقٌ لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنه الله على الكافرين ﴾ البقرة : 89 تلك قصتهم في القرآن مختصرة .
إن سألتم عنهم غير القرآن أنبأكم التاريخ في صحائفه ، والمجال كبير والكلام كثير ، وعجباً لأمة حُذِّرت من عدو لدود ، عجباً لأمه حذرت من عدو أكيد وكان هذا التحذير على لسان سيد البشر ، عجباً لهذه الأمة كيف تقعد عن جهادٍ قتالي لهذا العدو لا سيما وأن الأمل الحقيقي المرسوم لنا جاء على لسان هذا النبي كما في البخاري : " لا تقوم الساعة " النهاية معهم قتالية " لا تقوم الساعة حتى يُقاتِل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون ، حتى يقتلهم اليهودي من وراء الحجر والشجر ، فيقول الحجر والشجر يا مسلم ، يا عبدَ الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله " واسمعوا حكايةَ يهودي أسلم وكان حبراً من أحبارهم وعَلَماً من أعلامهم وعالماً من علمائهم ، إنه عبد الله بن سلام ماذا يقول عنه صاحب السيرة ابن اسحاق ، يحدث عن هذا الرجل ، وكان عبد الله قبل إسلامه يُسَمَّى حُصيناً ، هذا الرجل كان في المدينة وقد هاجر اليهود إليها أو الى الجزيرة العربية بشكلٍ عام في عام سبعين للميلاد كما يقول معظم المؤرخين ، هذا الرجل كان يهودياً عالماً وقف مرة على رأس نخلة وقد سمع بقدوم النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة مهاجراً ، وقف على رأس نخله ينظر قدومَه ، وقال لعمته خالدة بنت الحارث : يا عمتاه ! هذا هو النبي المنتظر ، الله أكبر . فقالت له عمته : خَيَّبك الله ، تُكَبِّر ، وكأنك رأيت موسى بن عمران !! فقال لها : يا عمة إنه أخو موسى بن عمران ، بُعث بما بُعِث به موسى بن عمران . ثم جاء إلى النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وقال : " جئت إلى محمد فيمن جاء ، ونظرت وجهه واستبنته وتأملته ، فو الله ليس وجهه بوجه كذاب " وأعلن إسلامه . فقال له سيدنا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم : " يا حصين أنت من اليوم عبد الله " ورجع إلى أهله وأسلم أهله معه ، ثم جاء إلى النبي ثانيةً ، وهنا موطن الشاهد ، قال يا رسول الله – رجل منهم عالم كبير – قال : يا رسول الله إن اليهود قوم بُهْتٍ ، أي كذابون دجالون ، يفترون الكذب على الله وعلى الناس ، وأني أسلمت مع أهلي وإني أريدك أن لا تخبر اليهود بإسلامي ، وأن تغيبني في بعض بيوتك ، حتى إذا جاؤوك سألتهم عني ، فانتظر ماذا يقولون ثم بعد ذلك كيف يُغَيِّرون . فَغَيَّبه النبي في بعض بيوته وأرسل النبي الى يهود- على سبيل التنكير - فلما أتوا قال لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " أَيُّ رجلٍ الحصينُ بن سلام فيكم ؟ " ما شهادتكم بالحصين بن سلام ؟ ولم يكونوا يعرفون أنه أسلم . قالوا : سيدنا وابن سيدنا ، وحَبرُنا وعالمنا . وهنا خرج عبد الله بن سلام وقال : يا معشر اليهود : اتقوا الله ، إنه والله رسول الله ، آمنوا به وأسلموا ، فإنه الرجل الذي وجدنا اسمه وصِفَته في التوراة . وإذ بهؤلاء يغيرون كلامهم ويعيبون على عبد الله ويقولون كما توقع عبد الله : إنه شرنا وابن شرنا . تغيرت لهجتهم ، خداعون مكارون خبيثون ، وبغير القتال لا يفهمون ، تغيرت لهجتهم وعابوا عليه وعَنَّفوه وراحوا يُرجِفون حوله في المدينة بين قومه ، وراحوا يكيلون الاتهامات الكثيرة له . إنها شهادة رجل منهم أعلن براءته منهم لأنه لا يريد أن يكون خداعاً كذاباً مكاراً خبيثاً ، ولذلك نقول : مهما أعلن اليهود وحلفاءهم والصهيونية ومساعدوها مهما أعلنوا ومهما تكلموا فسيبقى هؤلاء على حقدهم وحسدهم وعنادهم واستكبارهم ، أروني شهراً لم يخلُ من مجزرة ظالمة آثمة ارتكبوها ، أخبروني وحدثوني عن أسبوعٍ لا يخلو من فعلةٍ شنيعة انتهكوا حرمات الناس فيها ، أخبروني ، وهاهي حليفتهم وأمهم الكذوب أمريكا تفعل ما يفعلون ، بل إنها تزداد سوءً فيما تفعل ، لكننا متفرقون مبعثرون مُشَرذَمُون ، وبالتالي لا نشك أنهم على الباطل ، لا ورب الكعبة ، أمريكا على الباطل ، إسرائيل على باطل ، ولكننا لسنا على الحق بالصورة التي يجب أن نكون فيها وبها على هذا الحق ، يروي ابن إسحاق أيضاً - هذا الكلام قلته منذ سبعة عشر عاماً ، ولا أظن أن موقفنا يجب أن يتغير لأن هناك معطيات جديدة ، المعطيات أسوء مما كانت عليه من قبل ، لأنني أؤكد بأن هؤلاء لا يأمنون وإن سالمونا ، لا يُعاهَدون . يا مؤتمرين ، أيها المؤتَمِرون في القمة العربية القادمة ، ارفعوا كلمة السلام مع هؤلاء ، لا سلام مع هؤلاء ، لا من قبل سبعة وستين ولا من بعد سبعة وستين ، ارفعوا لهجة السلام معهم ، لا سلام معهم ، لا عهد معهم ، لأنهم لا إيمان لهم ، فلا أمان لهم والله ، ورب الكعبة ، لو أنهم أقروا على السلام معكم ووثقوا ذلك بأَيمان وإن أيمانهم كاذبة ، ووثَّقوا ذلك بقرارات ، فهم أسرع إلى الخيانة من لمح البرق ، أسرع إلى الخيانة من استيقاظ الشمس في يوم شمسٍ صائف قائظ ، أسرع الى الخيانة ، لذلك لا يؤَمَّنون ، يروي ابن اسحاق عن صفية زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم بنت حيي ابن أخطب ، وهي يهودية كما تعلمون في أصلها ، قالت يا رسول الله : كنت أحبُّ الأولاد إلى أبي وعمي ، وكانا يأخذاني قبل بقية الأولاد فيحملاني ، وقد سمعا بمقدمك إلى قباء فخرجا في الغلس – وقت الفجر – ثم عادا وقد أصابهما الوهن ، يمشيان الهُوَيْنَا ، فقال العم لحُيَي : أَهُو هُو ؟ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : نعم والله . قال : أَتعَرَّفته وتَثَبَّته ؟ قال : نعم . قال : فما تفعل معه ؟ قال : عداوةً بيني وبينه ما حَييت ، وبقي يعادي النبي محمداً صلى الله عليه وآله وسلم . هكذا يقول مَنطِقهم ، إنهم قتلة الأنبياء قتلوا أنبيائهم من دون تردد ومن غير أن يسمعوا منهم ، وذكرت كتبهم بالذات أنهم قتلوا أنبياءً كثيرين ، قتلوا حثقيال وإشعية وقتلوا أرمية وقتلوا يحيى وزكريا ، وغيروا دين النصرانية من خلال بولس الذي ظهر حوالي سنة خمسين ، وغيروا التوراة والإنجيل وكادوا للإسلام . هؤلاء إذاً هم أعداؤنا ولا يمكن أن نسكت عنهم وعليهم ، لا سيما وقد دخلوا أرضنا وسَبَوا نساءنا ، لا سيما وأنهم يسعون إلى تغيير معالم تاريخنا ومعالم أرضنا ، وقلت لكم : إنهم يُخَلخِلون أساسات المسجد الأقصى يخلخلونها حتى إذا - لا سمح الله - تعرض المسجد لزلزالٍ بقوة خمسة على مقياس ريختر فسيسقط المسجد برمته ، إنهم يخلخلون أساساته .
أيها الإخوة : " لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية " هكذا قال سيد البرية كما جاء في البخاري ، نعم إذا كانت الهجرة قد أصبحت خطة للتحويل من مقام الدعوة إلى مقام الدولة ، ومن كون المسلمين دعاةً إلى كون المسلمين قضاة فينبغي أن نقضي في هؤلاء ما قضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن لا هوادة معهم ، ولا التقاء معهم إلا في ساحة الوغى من خلال سواعد مؤمنة ، ووجوه مشرقة ، واستمساك بحبل الله المتين ، وإعلان للجهاد في سبيل الله ، تلك هي اللغة التي يفهمها هؤلاء ، ولا يفهمون غيرها ، وإذا ما أرادوا أن يبطلوا هذا الرأي الذي لدينا فليخرجوا من أرضنا ، من كل أرضنا ، لأنهم غاصبون ثبت ذلك تاريخاً ونقلاً وعقلاً ، وثبت ذلك باعترافهم واعتراف كل المنصفين من علماء التاريخ والاجتماع والسكان والأرض ، إن صدقوا فليخرجوا من أرضنا وليعيشوا في ظل دولة مؤمنة مسلمة ترفع القرآن دستوراً حاكماً ، وتعلن الله أكبر حكمة رائدة مغطية لكل الأرض .
هيا مع المجاهدين ، ادعموهم ، ادعموا إخواننا المجاهدين ، ندعمهم بالدعاء ، أَوَمَا تملكون الدعاء ! وإلى دعمهم بالدراسة والعلم والتمحيص ، وطلابنا يجاهدون ويدعمون الجهاد إن هم تعلموا من أجل إرضاء ربنا عز وجل ، ولتبيين الحقائق ، ونناشد رؤساء الدول الإسلامية والعربية من أجل اتخاذ موقف واحد موحد ، هو أن هؤلاء لا سلام معهم ، وأنا أقول لهؤلاء أو لبعضهم : إن قلتم هذا الكلام ، هل تتوقعون ذلاً أكثر من هذا الذي تُسامُونَه ؟ هل تتوقعون اعتداءً أكثر من هذا الذي يُمَارس عليكم ؟ في رفح استُشهد أكثر من ثلاثين بينهم ثلاثةَ عشرة طفلاً ، بينهم نساء ، في مدينة القائم في العراق استشهد أكثر من خمسين بين رجلٍ وإمرأة وطفل . ما الذي ننتظره من ذل أكثر من هذا الذي ننتظر إن رفضنا السلام إن رفضنا هذا ، لماذا لا نرفض السلام مع هؤلاء ؟ علينا أن نرفض السلام مع هؤلاء ، لأن هؤلاء لا يفهمون السلام ، وموضع السيف موضع الندى مُضرٌ كوضع الندى موضع السيف ، هؤلاء لا ينفع معهم إلا أن نقول لهم : العداوة قائمة وأنتم من بدأها ، ولا لقاء إلا على قتال ، وإنا وإياكم لعلى نصر أو في دحر ، وأنتم المدحورون لأنكم أصحاب باطل ، ولأننا أصحاب حق ، ولئن كنا فيما بيننا نشكو أنفسنا لبعضنا لنقول إن أصحاب الحق متهاونون في تمسكهم بالحق وفي تماسكهم مع بعضهم ، فاللهم وفق المسلمين لتمسكٍ بكتابك ولتماسكٍ فيما بينهم ، احقنوا دماءكم فيما بينكم أيها المسلمون ، وفرِّغوا قتالكم ومقاومتكم لعدو واضح العداوة ، لعدو واضح العداوة هي الصهيونية المجرمة والأمريكية الفاسدة الآثمة ، وأسأل الله أن يوحد كلمة المسلمين وأن يرد كل المسؤولين عن كل الشعوب الإسلامية والعربية إلى جادة الصواب التي رسمها قرآن ربنا وحديث نبينا ، اللهم ردنا إلى دينك رداً جميلاً ، نِعمَ من يسأل أنت ، ونعم النصير أنت ، أقول هذا القول وأستغفر الله .

التعليقات

شاركنا بتعليق