آخر تحديث: الجمعة 04 أكتوبر 2024      
تابعنا على :  

فـــتــــاوى



دفع الزكاة لمرضى السرطان

        نشرت بتاريخ  2023/03/14     عدد المشاهدات  927
  الـسـؤال

هل يجوز دفع الزكاة في علاج الأطفال المرضى بالسرطان؟


  الإجـابة
لا مانع شرعياً من دفع الزكاة من أجل تكاليف علاج أطفال مرضى السرطان "داءً ومداواةً" إلى الجمعية السورية لعلاج سرطان الأطفال ورعايتهم، فالجمعية هنا تقوم مقام أولياء الأطفال المرضى المحتاجين وتنوب عنهم في تملّك ما يُعطى للأطفال من دواءٍ وأجور معالجة.
والزكاة هنا تحقّق غايتين: شفاءً من الفقر، وشفاءً من المرض.
فاللهم أخلِف على المزكّين المنفقين أضعافاً مضاعفة. والحمد لله رب العالمين.

حكم الطلاق المعلَّق..

        نشرت بتاريخ  2023/02/27     عدد المشاهدات  871
  الـسـؤال

في عام 2010 حصل خلاف بيني وبين أهل زوجتي، فحلفتُ عليها إن كلَّمتْ أهلها فهي طالق، وبعد حَلِّ المشكلة مع الأهل سمحتُ لها أن تكلِّمهم.

وفي العام 2012 سافرت زوجتي لزيارة أهلها، ثم حصلت بعض المشاحنات، فحلفت عليها إن لم تعد خلال مدة معينة فهي طالق، وقبل انتهاء المدة بيومين قلت لها: أنتِ حِلٌّ مما حلفت، ولك أن تعودي متى شئتِ.

وبعد ذلك حصل خلاف آخر، وكنت قد بيَّنت لها من أول زواجنا بأنها إن دخَّنت الأركيلة ففعلها هذا بمثابة فراق بيني وبينها، وهي حسب ظنِّها تعتقد بأنها إن دخّنت فستتحول الولاية عليها مني إلى والدها، وبناءً عليه قامت بذلك، فحلفتُ عليها يمينَ طلاق، وبعده بيومٍ أرجعتها إلى عصمتي، فلم يعجب ذلك أهل زوجتي وأمسكوها عني بحجة أنها قد حرمت علي.

فهل زوجتي بعد كل ما حصل تحلُّ لي، وهل يصحُّ لوالدها أن يمنعها عنّي، ولمن تكون الولاية للزوج أم للأب ؟


  الإجـابة

جواباً على أسئلتك المتعلقة "بالطلاق" وموقف الفقه الإسلامي حيال ما صدر عنك من "ألفاظ طلاق"، فإننا نقول وبالله التوفيق:

أولاً: ننقل لك ما قاله العلامة مصطفى الزرقا في "مشروع الأحوال الشخصية الموحَّد": (قد حان الوقت لإبطال تعليق الطلاق مطلقاً في جميع صور التعليق وأحواله، عملاً بالاجتهاد الذي لا يقبل الطلاق إلا مُنجَزاً غير مُعلَّق ولا مضاف، وهو ما نقله ابن القيم عن مجتهدي السلف منهم: شريح وعطاء وطاووس وأبو ثور وسواهم).

وبناءً عليه: فإن طلاقك زوجتك المعلق "2010" لا يقع ولم يقع، وكذلك طلاقك المعلق أيضاً "2013" والذي كان أول زواجكما المتعلق بالتدخين فيما بعد ودخّنت كما ذكرت، وبقي طلاقك الصريح "2014" على الهاتف فقد وقع رجعياً، ثمّ تمّت المراجعة قبل انتهاء العدة، وعادت زوجتك إلى عصمتك عودة شرعية، وهي الآن – حسب ما وردني في أسئلتك- زوجتك الشرعية شرعاً وقانوناً، وليس لها في هذه الحال إلا المتابعة اللهم إلا إذا كانت تبغي الانفكاك، فليكن ذلك عن طريق المخالعة الرضائية. نسأل الله التوفيق والوفاق لكل أسرةٍ مسلمة مؤمنة. والله – دائماً- من وراء القصد.

ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب

https://www.facebook.com/akkamorg/

ندعوكم لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.

https://t.me/akkamorg

حكم دخول الحائض المسجد والمكث فيه

        نشرت بتاريخ  2023/02/22     عدد المشاهدات  855
  الـسـؤال

ما حكم دخول الحائض المسجد والمكث فيه ؟


  الإجـابة

من المعلوم شرعاً وعقلاً أن الوظيفة الأساسية للمسجد في الإسلام أداء الصلاة وإقامتها فيه، فمن لم يكن أهلاً أو صالحاً لهذه الوظيفة (الصلاة) لمانعٍ شرعي قام فيه، فلا يحق له دخول المسجد والمكث فيه، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فإني لا أحلُّ المسجد لحائضٍ ولا جُنُب) أبو داود. والمانع الشرعي هنا: الحيض والجنابة.

أما المسجد الذي لا يحل للجنب ولا للحائض دخوله والمكث فيه فهو "المصلّى" أو ما يُطلَق عليه اسمُ "الحرم" الداخلي والخارجي. أما الملحقات التي لا يُصلّى فيها عادةً كالمكتبة وغرفةِ الإمام وغرفة المؤذن والمستودعات والصالات وما أشبه، فلا تنطبق عليها صفة المسجدية، فيجوز للحائض والجنب دخولها والمكث فيها، وتُقاس هذه الملحقات على "الحجرات" التي كانت مساكن وبيوتاً لأمهات المؤمنين رضي الله عنهن، ودخول الجنب والحائض على هذه الملحقات عبر الحرم جائز لأنه دخول للعبور، وهذا ما نصَّ جلُّ الأئمة على جوازه، والله أعلم.

ملاحظة: هذه الفتوى للأحوال الطبيعية العادية، وإن كان ثمَّة ضرورات كالإيواء والنزوح كما يحدثُ اليوم، فالقاعدة آنئذٍ {فمن اضطر غير باغٍ ولا عادٍ فلا إثم عليه} أي: الضرورات تبيح المحظورات، والضرورات تقدَّر بقدرها، والقضية برسم المعنيّين.

ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب

                                           https://www.facebook.com/akkamorg/

ندعوكم لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.

https://t.me/akkamorg


زكاة الدَّين

        نشرت بتاريخ  2022/04/21     عدد المشاهدات  858
  الـسـؤال

ما حكم زكاة الدين ؟


  الإجـابة

الدَّين يقسم إلى:

1- دين لك على آخر يُقرُّ به ويعترف بمقداره ويسمى "مَرجو الأداء".

2- دين لك على آخر يُقرُّ به لكنه معسر أو مماطل، أو ربما جاحد، ويسمى "غير مرجو الأداء".

ففي الحالة الأولى: يُزكِّي الدَّائن عن الدين بإضافته إلى ما معه من المال وذلك كل عام ولو لم يقبضه أو يُؤدَّ إليه، ويجوز أن يؤجل زكاة الدَّين لحين قبضه ويؤدِّيها عن الأعوام السابقة كلها.

وفي الحال الثانية: ليس عليه زكاة حت إذا قبضه فليؤدِّ زكاته عن عام واحد، ولو مكث عند المعسر أو المماطل أعواماً عديدة.

عمليات التَّجميل "فَتوى وتَجميل"

        نشرت بتاريخ  2021/07/08     عدد المشاهدات  1531
  الـسـؤال

ما حكم عمليات التجميل


  الإجـابة

لا شكَّ في الإنسان جسمٌ ورُوح ومادّة ومعنى، كما لا شكَّ في أنَّ العناية والرعاية يجبُ أن تكون لكليهما أعني الجسم والروح: وقايةً وعلاجاً، وتحسيناً وتهذيباً.

أما الجسمُ فالوقاية تكمُنُ في عدم فعل أو تناول ما يُؤذي والقيام بمراقبة تطوراته من قبل ذي اختصاص أولاً بأول، والمعالجةُ تعني التَّداوي من مَرَضٍ أَلمَّ أو عَجْزٍ عَرَضَ، فالجسمُ أمانة عندك أيها الإنسان، وهو حاملٌ روحَك ومجالك المادي.

أما التحسين والتهذيب فيعني النظافة والتنظيف وممارسة الرياضة التي تقوِّي وتُمتِّن الجسم، وتَناول الحلال الطيِّب من طعامٍ وشراب، فالحلالُ من حيثُ الكسب، والطيِّبُ من حيثُ الفائدة والنَّفع، وعلى هذا فعمليات التجميل إن كانت وقايةً أو علاجاً أو تقويةً فهي جائزة، وإن كانت خارجَ هذه المسارات فلا يُمكِنُ أن تكون ضمنَ حُدود الجواز والإباحة، والحَكَم في ذلك كله طَبيبٌ نبيلٌ مُؤمنٌ حاذقٌ وَفيٌّ لِدينه وإنسانيَّته، ولو عَرَّجنا هنا على بعض الأمثلة للتوضيح والبيان لقلنا:

1- يجوز للإنسانِ أن يقومَ بعمليةِ تجميلٍ لأنفه إذا كانَ أنفُه مُشوَّهاً أو مشوَّهاً بإقرار الطَّبيب الذي أشرنا إليه آنفاً.

2- يجوزُ للإنسان أن يقومَ بتجميلٍ لأصبع زائدةٍ في يده أو رجله تُعيقُه.

3- يجوزُ للإنسان أن يقوم بعمليةِ "ربط المعدة" من أجلِ تخفيفِ وزنٍ أرهَقَه ولم يتمكَّن من التخلُّص منه إلا بهذه الوسيلة.

وعلى كل: فنحنُ نرجو الطَّبيب الذي يُجرِي مثل هذه العمليات أن لا ينفكَّ عن استشارةِ فقيهٍ عند كل عملية تجميل يُطلبُ منه إجراؤها سعياً وحرصاً على التَّطبيق الواعي لشِرعة مولانا جَلَّ شأنُه.

وأخيراً: نقول للإنسان عامة: هذا ما يتعلَّق بالخَلق والشَّكل، فلا تنسَ – يا هذا – الخُلُقَ والمضمون تجميلاً وتحسيناً، فالإنسان – في النهاية – برُوحه وإيمانه وفِكره ومعناه قبلَ أن يكونَ بجِسمه وجَسَده وشَكله، ورحمَ اللهُ القائل:

أقبِلْ على النَّفسِ واستكمِل فَضائلها         فأنتَ بالرُّوحِ لا بالجسمِ إنسانُ

فلا يشغلنَّك مَظهرك عن مَخبرك، ولا صُورتك عن حَقيقتك، وردِّد معي وأنتَ تنظُر ظاهرك: "اللهمَّ كما حسَّنتَ خَلقي فحسِّن خُلُقي"، اللهمَّ عَرِّفني نفسي صِدقاً حتى أعرفكَ حقَّاً.

كيف يدفع المهر لامرأة متزوجة منذ 22 سنة ؟

        نشرت بتاريخ  2020/04/20     عدد المشاهدات  2136
  الـسـؤال

السلام عليكم شيخنا الفاضل. أنا متزوج من 22 سنة وكنت كاتب المهر مقدمه 500 ألف ليرة سورية غير مقبوضة ومؤجله 500 ألف ليرة غير مقبوضة، وحصل طلاق بيننا منذ 40 يوم وأريد أن أعطيها حقها الشرعي، ولكن هي ووالدها يطالبون مهرها بسعر الدولار منذ 22 سنة. الرجاء الإجابة عن سؤالي بشرع الله علماً أني أخاف الله أن أبقي أي حق في رقبتي، ولكم مني جزيل الشكر.

 


  الإجـابة

لا شك في أن المطلقة هنا تستحق قيمة المهر الآن، إلا أن القيمة تقدَّر على قدر مهر أمثالها اليوم، فزوجتك يوم تزوَّجتها منذ 22 سنة كان مهر أمثالها حوالي خمسمئة ألف ليرة سورية، أما اليوم فإن أردت الزواج بها أو بأمثالها فكم سيكون المهر تقريباً، والله أعلم، نسأل الله السداد.

 

ما علاج الاكتئاب ؟

        نشرت بتاريخ  2020/04/20     عدد المشاهدات  2143
  الـسـؤال

السلام عليكم... أنا طالب جامعي في السنة الثانية أدرس خارج سورية، لا أستطيع أن أمسك الكتاب بسبب أني مصاب بالاكتئاب مما يجري لبلدي، لقد شارفت على الثلاثين وزملائي تخرجوا وتزوجوا إلا أن ظروفي صعبة للغاية..كنت متفوقاً.. والآن من سيء لأسوأ..كيف السبيل لاستعادة النشاط الدراسي الذي كنت عليه وطرد الهم والأسى ؟!

 


  الإجـابة

أولاً: أسأل المولى جل وعلا أن يُذهب عنك الهم والغم.

ثانياً: هيا وادعُ الله جل شأنه أن يعافيك بأدعية مأثورة واردة لهذه الحال تلمَّسْها من مظانها، وأكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

ثالثاً: تفكَّر في مآلك إن أنت بقيت هكذا، فعسى هذا التصور (اللا مرغوب) يُعيدك إلى جادة الاطمئنان.

رابعاً : تخيَّل لو أن إنساناً عزيزاً جاءك يشكو لم ما تشكو أنت منه الآن، فأجب نفسك بما كنت ستجيب به هذا الإنسان (والإنسان طبيب نفسه).

أخيراً: سأدعو الله جل شأنه أن يعافيك، ولا تنس أن تستشير خبيراً صدوقاً مؤمناً.

 

حكم التبرع لجمعيات غير إسلامية، وحكم الزكاة لغير المسلمين

        نشرت بتاريخ  2020/04/20     عدد المشاهدات  2150
  الـسـؤال

السلام عليكم ورحمته وبركاته. وأرجو أن تكونوا بأحسن حال وأهدأ بال وفي سكينة وطمأنينة لا تنضبان البتة.

أمّا بعد: بادئ ذي بدء، أتضرّع إلى الله أن يكلأك الله برعايته، ويحوطك بعنايته، وأن يسبغ عليك الخيراتِ برُمَّتِها، والمسرَّاتِ جميعها، والنَّجاحاتِ بأسرها، والسَّعاداتِ بحذافيرها، والبركات بأكملها، والمفازات بأتمِّها وأن يبوّئنا الله وإياكم من الفردوس نزلاً ومن الجنات غرفاً، وأن يحشرنا إليه وفداً، ويزفنا إلى روضات الجنات زفاً. وعودٌ على بدء، أرجو من فضلكم الكريم ولطفكم الكبير معاينة الفتاوى الخمس الآتية ذكرها راجياً من فضلكم تكرماً بالإجابة عنها، شاكراً لكم جهدكم الجاهد وهمّتكم المتوثّبة وغيرتكم المتوقّدة على الأحكام الدينيّة والمقاصد الشرعيّة ! وبما أن العمل الخيري في الإسلام هو ميزة رائعة لهذا الدين الحنيف، فقد بدأت تتوالى الاستفسارات حول قبول أموال من غير المسلمين أو إعطاء غير المسلمين أموالاً من زكاة أو صدقات، فبات لزاماً عليَّ أن أكتب بحثًا علمياً أكاديمياً حول الموضوع آنف الذكر سعياً في معاينة الموضوع أيَّما معاينة، مما آلَ بي إلى التوجه إلى حضرتكم حول هذه الاستفسارات لطفًا منكم وكرمًا من حضرتكم. والاستفسارات هي كالآتي:

- هل يجوز التبرّع المالي إلى جمعيات (غير ربحيّة) وهي غير إسلاميّة وهذه الجمعيات قائمة في بلاد إسلاميّة ؟

- هل يجوز التبرّع المالي إلى جمعيّات (غير ربحيّة) وهي غير إسلاميّة وهذه الجمعيات قائمة في بلاد غير إسلاميّة ؟

- هل يجوز قبول التبرّع المالي من جمعيات وصناديق خيريّة غير إسلاميّة أو من أفراد غير مسلمين إلى المسلمين لبناء مشروع خيري أو مركز للقرآن أو سد احتياجاتهم ؟ وهل ثمّة معايير خاصة لقبولها ؟

- هل يجوز التبرّع بالزكاة أو الصدقة لغير المسلمين في بلاد مختلفة، وما المعايير اللازمة لإعطاء الزكاة أو الصدقة ؟

ومن نافلة القول، لا جرم عن شكر حضرتك سلفًا، وأتضرّع إلى الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتكم وأن يدلف عليكم المسرّة والحبور، وأن يردف إليكم المفازة والفلاح، وأن يخوّلكم النعم والآلاء وأن يمنّ عليك بالطوْل والرغد، وأن يجعل مرضاته زلفى منك، وعفوه قربى منك، وشفاعة النبيّ صلى الله عليه وسلم مزدلفة إليك. ملحوظة لا مندوحة عن ذكرها، يمكن أن تكون الإجابات مكتوبة أو مقروءة وفق اختياركم الكريم. أنتم محل مودّتي ومنزل معزّتي وموضع امتناني ومربط شكري

د. مروان أبو غزالة - فلسطين المحتلّة

 


  الإجـابة

سعادة الدكتور مروان وفقه المولى ورعاه.

أولاً: لك امتناني الكبير على دعائك الوفي لي وعلى تلطفك الأخوي النبيل معي، وأسأل المولى جل شأنه أن يجزيك عني أوفر الجزاء وأعظمه، واللهم اغفر لي ما لا يعلمون.

ثانياً: بالنسبة لأسئلتك فالله أسأل أن يوفقني لسداد الإجابة.

- أما السؤالان الأول والثاني فأقول: إذا كان التبرع المعنوي (الكلمة الطيبة والمخالقة بخلق حسن، والمجادلة بالتي هي أحسن، والبر تجاه غير المسلم) جائزاً لغير المسلم كما ورد ذلك في القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية الشريفة، بل قد حضَّت الشَّريعة الغَرَّاء عليه، فمن باب أولى جواز التبرع المادي أو المالي، فالمعنى أعلى وأرفع من المبنى.

أما قبول التبرعات من جمعيات غير إسلامية أو أفراد غير مسلمين فجائز أيضاً بناء على ما تقتضيه مصلحة العيش المشترك اليوم في عالم متداخل متواصل يبغي تعاوناً عاماً للقضاء على الفقر والمرض والأوبئة هذا أولاً، وثانياً: التبرع من قبل هؤلاء لنا هو هدية، والهدية مقبولة (شرعاً) من أية جهة كانت، وقد قبل الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم الهدية من مختلف الناس (من حيث الدين والعرق والجغرافية)، أما المعيار فهو ذاك الذي نحكِّمه في كل سلوكاتنا: "لسن بالخبِّ ولا الخب يخدعي"، و: "دع خيراً عليه الشر يربو"، وكما قال الشاطبي: "النظر في مآلات الأفعال معتبر شرعاً". وهكذا...

وأما إعطاء الزكاة لغير المسلم (نعني به الكتابي هنا حصراً) فقد أصدرنا منذ سنوات فتوى في ذلك، وإليكَها:

السؤال: هل يصح إعطاء الزكاة للمسيحي ؟

الجواب: الحمد لله والصلاة على رسول الله، وبعد:

فإننا لا نرى مانعاً شرعياً من إعطاء المسلم زكاته إلى المسيحي "الكتابي"، ولا سيما إذا كان مواطنه، وقد قال الله تعالى: (إنما الصدقات للفقراء والمساكين...) فأطلق الفقراء ليشمل المسلم وغير المسلم، وما داموا أيضاً في مجتمع واحد وتحت سيادة دولة واحدة، وقد جاء في دستور المدينة الذي وضعه محمد صلى الله عليه وسلم بوحي من ربه: (وأن المسلمين مع مَن معهم أمة واحدة على مَن عداهم) ونُقل هذا الرأي عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعدد من أئمة الصحابة والتابعين، فليُنظر وبالله التوفيق.

 

  الـسـؤال

سؤالي عن العادة الجديدة التي أخذت تأخذ مكانها شيئاً فشيئاً في بيوت المسلمين، وهي إعداد الزينة احتفالاً بمجيء شهر رمضان المبارك، من وضع هلال وأوراق ملونة وأنوار، ولكن الجديد أيضاً وضع بعض المجسمات لشخصيات كرتونية باتت تنشرها قناة (mbc) في كل عام تزامناً مع هلول شهر رمضان المبارك، وأصبحت هذه الشخصيات محببه للأطفال، فأصبح منها مجسمات تلتصق بصحون يوضع فيها تمر وشوكولا، فما حكم وضع هذه المجسمات في زاوية البيت، علماً أن المراد منها تفريح الأطفال.

 


  الإجـابة

بالنسبة لوضع الزينة أو تزيين البيوت والشوارع ابتهاجاً بقدوم رمضان فأمر يتبع العادات التي لا إشكال فيها (شرعاً)، وأما المجسمات (صور شخصية كرتونية قريبة الشبه بالبشر) فلا إشكال فيها ابتداء لكونها للأطفال الذين يراعيهم الدين الحنيف في مثل هذه الأمور وييسر لهم ما لم ييسره للكبار حرصاً على تربيتهم على أساس من رقة ولطف ورحمة و...

لكننا نأمل عدم المبالغة في ذلك، فالتوسع في المباح يفضي إلى الحرام، وما نخشاه أن يقترن رمضان بهذه الصورة فحسب في أذهان الأطفال إذ يكبرون على حساب اقترانه بالقرآن الكريم والطاعة والامتناع عن الشهوات والنزوات، وكانت مسيرة الجيل العظيم رضي الله عنهم: "دع ما لا بأس به خشية الوقوع فيما فيه بأس" وهكذا فلينتبه إلى ذلك.

 

تربية الدجاج على سطح المسجد

        نشرت بتاريخ  2020/04/20     عدد المشاهدات  38
  الـسـؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته دكتور.

إمام مسجد يضع على سطح المسجد دجاج بهدف تربيته والاستفادة من رعيه هل يجوز هذا ؟ وهل يحق له استغلال أرض الوقف لمنفعته الشخصية كما يفعل البعض يضع عصير البندورة في موسم الصيف على سطح المسجد بهدف تنشيفه والحصول على الدبس وكل هذا أهداف شخصية واستغلال لأراضي الوقف مع الاتفاق أن المسجد لا يتضرر من هذه الأمور.

 


  الإجـابة

بالنسبة لتربية الدجاج على سطح مسجد ما فالقضية مرفوضة لأنها تتنافى وتعظيم شعائر الله جل شأنه أولاً، ولأن الآثار الناتجة (أصوات وأوساخ...) تتعارض وحرمة المسجد، والله أعلم.

أما تنشيف (ماء البندورة) فلا يقاس على الأمر الأول، لأنه لا يسبب ما يتنافى مع حرمات المسجد، ومثله كمثل تعريض السجاد للشمس من أجل النظافة. واستفتِ قلبك وإن أفتاك المفتون.

 

                       
fattawy