حق الإخلاء (الخلو – الفروغ)
الإخلاء: تفريغ العَقار من شاغله أو تنازل الشَّاغل عن إشغاله العقار لشاغل آخر مقابل بدلٍ مادِّي ما.
أ - فلسفته: من حقِّ كلِّ صاحبِ حقٍّ التمتع بحقه والتصرُّف فيه، فمن حقِّ المالك أن يُخلي المستأجر نهاية مدَّة الإجارة، أو عند تحقُّق شرط الإنهاء، ومن حقِّ المستأجر الانتفاع بالمأجور مدَّة الإجارة، ومن حقِّ كلِّ مالكِ حقٍّ أن يتنازلَ عن مُلكيته حقّه بعوضٍ أو بغير عوض.
ب - صور الخلو "الفُروغ" المشروعة:
1- أن يأخذ المالكُ من المستأجِر بَدَل الخلو، وفي هذه الصُّورة يتنازلُ المالك عن حقِّه في إخلاء المستأجِر من العقار المستأجَر مقابل مبلغٍ من المال يدفعه المستأجِر. وهذه الصُّورة جائزة، فالمالك باع المستأجِر حقَّه في الإخلاء حين ملكه بانتهاء مدة الإيجار أو بالفسخ أو بأيِّ سببٍ آخر مشروع، ويبقى المستأجر مكلفاً بدفع الأجرة التي تمَّ التعاقد عليها حتى تتبدَّل الأسعار تبدُّلاً فاحشاً، وحينها يُكلَّف المستأجِر بدفعِ أجر المثل.
2- أن يأخذ المستأجِر من المالك بدل الخلو "الفروغ" مقابل تنازله عمَّا بقي له من مدَّة الإجارة.
3- أن يكون المالكُ قد باعَ حقَّ الإخلاء للمستأجِر (الصُّورة الأولى)، فيقوم المستأجر ببيع هذا الحق الذي اشتراه لمستأجر آخر بشرط إعلام المالك، ومراعاة مضمون العقد (الاستئجار الأول) ولا سيما ما يتعلق بطبيعة استخدام واستعمال العقار.
4- أن يكون المالكُ قد باعَ حقَّ الإخلاء للمستأجِر (الصورة الأولى) ثم احتاج إلى العقار، فيشتري هو نفسُه من المستأجِر حقَّ الخلو الذي باعه إياه.
هذه الصُّور هي الصور المشروعة، وما سواها تحتاج إلى إعادة تكييف لتكون على شاكلتها. والله من وراء القصد. لجنة الفتوى
حلب
29/1/2018
د. محمود عكام – مفتي حلب
السلام عليكم يا فضيلة الشيخ: هم لا يستطيعون تفرقتنا واللعب بعواطفنا إلا عن طريق الدين، فنحن الشعوب العربية ولشدة غبائنا تجُرُّنا عاطفة الدين إلى الهاوية. وكمثال بسيط: عندما يضعون صورةً ويدّعون أنها عباءة الرسول الكريم أو كوفيته... ستبدأ الإعجابات ويتلوها عبارة التشهد أو الحمد أو الثناء للرسول الكريم. وأكبر مثال على تخلفنا وصغر عقلنا أنه ظهرت صورة لإعصار (ساندي) وفي منتصف الصورة أحرف اسم الله، وكتب على الصورة: إن الله يدافع عن نبيه من أجل الكاريكاتير المسيء للرسول ؟ وأنا أقسم بالله أن كل من يعمل على نشرها أو تصديقها فهو إنسان عربي بكل معنى الكلمة: (عربي = متخلف(. فما تعليقكم حول هذا الموضوع ؟
لقد رأيتُ الصورة، ورأيتُ الكلمة التي رُسمت عليها، وأظن أنها من صنع البشر، أي هي لعبة كومبيوترية، وهي واضحة التزوير. على كلٍ: وعلى فرضِ صحة هذه الكلمة، فليسَ من عدلِ الله أن يُرسل إعصاراً أو غيره ليعاقب أمة بذنبٍ ارتكبه فردٌ من أفرادها، وما تعليقاتُ أولئك الذين ذكرتهم إلا هروبٌ من نصرة النبي عليه الصلاة والسلام التي لا تكون بالخطابات الرنَّانة والاستنكارات الإنشائية فقط، بل ينبغي أن تكون أساساً بالتعرف عليه وحبه واتباعه. اللهم وفقنا لحسن الاقتداء والاتباع. أما ما قلتَه يا أخي عن الإنسان. العربي المتخلف فلا أريدك أن تعمِّم الحكم بالتخلف على العرب، أو بالتقدم على غيرهم، والعكس صحيح أيضاً، فمن عمَّم أحكامه فقد أخطأ. وعلى كلٍّ: نأمل من العلي القدير أن يوفق العرب لعودة صادقة الى ربهم وضمائرهم.