آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024
عكام


خطبة الجمعة

   
مناشدات

مناشدات

تاريخ الإضافة: 2006/07/07 | عدد المشاهدات: 2777
New Page 3

أما بعد, فيا أيها الإخوة المؤمنون:
لا يسعني إلا أن أقول: اللهم إليك أشكو ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس, أشكو إليك يا رب تفرقنا وتشتتنا وضياعنا وقلة عملنا وكثرة ادعائنا وقولنا، أشكو إليك يا إلهي كثرة البغي علينا، وأشكو إليك قلة النصرة لنا، أشكو إليك ضعفنا، أشكو إليك حالنا التي لا نُحسَد عليها، فيا رب يا من إليك المفزع يا من إليك المأوى يا من نتوجه إليك ونعتمد عليك، غيِّر حالنا إلى أحسن حال أو إلى حال حسنى يا رب العالمين يا مجيب السائلين.
أيها الإخوة الأكارم:
لا أريد أن أحملكم مسؤولية ما يحدث لأني لا أريد أن أزيد همكم هماً وغمكم غماً، لكنني قررت في هذه الخطبة أن أناشدكم من أجل أمور ثلاثة:
الأمر الأول: أناشدكم اللهَ أن تطيعوه أناشدكم الله أن تكونوا في حال اضطرار وأنتم تلجؤون إليه ﴿أمن يجيب المضطر إذا دعاه﴾ أناشدكم الله أن تعبدوه حقاً، أناشدكم الله أن تدعوه حقاً أن تتوجهوا إليه، أن تقفوا ببابه رافعي أيديكم قائلين: يا رب ليس لنا إلا أنت، استيأسنا من سواك، استيأسنا ولم نعد نأمل إلا فيك انقطعت الآمال إلا فيك وخاب الرجاء إلا منك فكن معنا ولا تكن علينا وإذا أردت فتنة بقوم فتوفنا غير مفتونين.
أناشدكم الله أولاً أن تتوجهوا إلى ربكم فتعبدوه وتطيعوه تدعوه دعاء المضطر في ليلكم ونهاركم، فيا شبابنا ويا أبناءنا ويا رجالنا ويا أطفالنا ويا نساءنا، هبوا جميعاً في ليلكم ونهاركم في صلواتكم قوموا أنفسكم من كان منكم بعيداً عن ربه قليقترب منه ومن كان منكم في خطأ وخطل وابتعاد وإثم وذنب وخطيئة فليتب, وليقل يا رب بحق توبة صادقة أضعها أمامك وبين يديك فرّج عن المسلمين ما هم فيه، فرج عن إخوتنا في فلسطين، فرج عن إخوتنا في العراق، فرج عن إخوتنا في كل مكان، فرج عنا فالهموم أثقلت كواهلنا.
المناشدة الثانية: أناشدكم الله أن تتوجهوا إلى أخوتكم الإيمانية فترعوها أناشدكم الله أن تستشعروا هذه الأخوة من أجل أن تتحققوا بها فربي قال لكم: ﴿إنما المؤمنون إخوة﴾ فهل أنتم كذلك ؟ رسولكم صلى الله عليه وآله وسلم قال في حجة الوداع كما جاء في صحيح مسلم: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه لا يخذله لا يسلمه بحسب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه" أناشدكم الله أن تتوجهوا إلى الأخوة فترعوها وتعطوها حقها وأن تتعاونوا ﴿وتعاونوا على البر والتقوى﴾ تذكروا دعوة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لكم عندما طالبكم أن تكونوا متعاونين متضامنين متباذلين "المسلم أخو المسلم ... وكونوا عباد الله إخواناً" سيدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول كما في الحديث الصيحيح عن رب العزة جلت قدرته: "أين المتحابّون فيّ، أين المتعاونون في، أين المتباذلون في اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي" فيا أيها المسلمون في كل بقاع الأرض : لا تنازعوا ﴿ولا تنازعوا فتفشلوا﴾ احذروا التشتت، احذروا التقاتل فيما بينكم، عليكم أن تجمعوا أمركم من أجل مواجهة عدوكم الذي لا يفرق، وقد قلت هذا أكثر من ألف مرة منذ أكثر من عشرين سنة وإلى اليوم، أقول لكم: إن عدوكم لا يفرق بينكم، لا يفرق بين سنيكم وشيعيكم في قتلكم وإبادتكم، ولا يفرق بين صوفيكم وسلفيكم ولا بين سوريكم ولبنانيكم ولا بين سودانيكم ومصريكم، لا يفرق بين هذا وهو قد عقد العزم القذر القوي الظالم على أن يبيدكم جميعاً ولكنه لن يمد يده المباشرة من أجل إبادتكم بل لقد تكفل بعض منا وللأسف الشديد أن يكون يده في قتلنا في إبادتنا فاستيقظ يا أخي حيال مصطلح الأخوة: أناشدكم الله أن تتوجهوا إلى الأخوة فترعوها.
المناشدة الثالثة: أناشدكم الله أن تتوجهوا إلى بلادكم إلى أوطانكم فتحسنوا إليها فتطوروها فتحسنوها، فقد قال سيدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما في صحيح ابن حبان: "إن الله سائل كل راعٍ عما استرعاه" عمّا ولم يقل عمن، لأن أحاديث أخرى تكفلت بمسؤوليتك عن العاقل، أما هنا فالتوجه من أجل أن تستشعر مسؤوليتك عما عن غير العاقل، عما استرعاك ويدخل في ضمنه من بعض دلالات السياق العاقل أيضاً، لكنني أتوجه هنا بشكل خاص من أجل أناشدكم بالتوجه إلى الوطن توجهوا إلى أوطانكم، إلى بلادكم، حسنوها ارعوها، أريدكم أن تطوروها، أريدكم أن تستشعروا مسؤولياتكم نحوها ما واجب أوطانكم في رقابكم ؟
واجب الوطن في رقابنا أن نحميه من كل دنس، أن نحميه من كل سوء، أن نحميه من كل رذيلة، من كل عين خائنة، من كل سوء، من كل عهر، من كل فساد، من كل سارق، من كل خائن، وواجبنا نحو الوطن أيضاً وحق الوطن علينا أن نرعاه أن نطوره أن نحسن صناعته أن نحسن زراعته أن نوجد الألفة بين أبنائه، أن نجعل من أبنائه وحده متماسكة متضامنة إن الله يحبكم إذ تكونوا كذلك ﴿إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص﴾.
إلى متى ولا أريد أن أحملكم كما قلت في البداية مسؤولية كاملة ولكنها وايم الحق ذكرى ﴿وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين﴾ هي ذكرى لنفسي أولاً ولكم ثانياً ولكل من سيسمع هذا الكلام ثالثاً, لا منجا لنا من الضنك الذي حل بنا من السوء، الذي خيم علينا من الرعب الذي داخل قلوبنا من الفتك الذي أصبح عادتنا وديدننا لا منجا لنا من كل هذا إلا أن نتوجه إلى ربنا فنطيعه وأن نتوجه إلى أخوتنا فنرعاها ونتحقق بها وأن نتوجه إلى أوطاننا فنحميها ونرعاها ونزداد عناية بها.
فيا أبناء أمتي ما الذي تنتظرونه، هل تنتظرون سوء أكثر من هذا الذي حلَّ بنا أم تنتظرون رعباً أكثر من هذا الذي وقع علينا أم تنتظرون تخلفاً أفظع من هذا الذي ألمّ بنا وكان عنواننا الذي لا ينفك عنا.
ادعوا ربكم، أطيعوا ربكم أعلنوا رباطكم مع إخوتكم المسلمين، توجهوا إلى أوطانكم بالرعاية والحماية، قولوا لربكم إياك نعبد وإياك نستعين، وقولوا لإخوتكم أنتم إخوتنا وأنتم معنا ونحن معكم لن نظلمكم لن نخذلكم لن نسلمكم قولوا لإخوتكم في كل مكان لإخوتكم المسلمين المتعاونين معكم قولوا لبلادكم نحن لك أيها البلد سنسعى إلى خدمتك ليس لأننا مع الدولة الفلانية أو مع الدولة الفلانية لا بل لأنك أيها الوطن صاحب الفضل علينا ترعانا يا وطننا فمن الواجب أن نرعاك تطعمنا يا وطننا فمن الواجب أن نحميك تعطينا يا وطننا الأمان والاطمئنان والاستقرار فمن الواجب عليك يا وطني أن نبذل الغالي والنفيس حتى لا يأتيك سوء من قبل جهة من الجهات مهما كانت هذه الجهة إن كانت داخلية أو خارجية.
يا رب محمد وآل محمد، ويا رب أصحاب محمد ويا رب الناس جميعاً، وفقنا لعمل وأمل، وفقنا لسعى وابتغاء، وفقنا لطموح في الفعل وفي الدعاء، يا ربنا يا رب المسلمين وفقنا من أجل أن نكون على مستوى العمل والقول والدعاء والعلاقة الطيبة والبناء الصحيح القويم المتوازن لشخصيتنا هيئ لنا من أنفسنا أناساً صالحين تراهم يا ربنا على أنهم الخلفاء الصالحين لوراثة الأرض ﴿ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون﴾، اللهم آمين، حسبي الله ونعم الوكيل أقول هذا القول وأستغفر الله.

التعليقات

شاركنا بتعليق