آخر تحديث: السبت 04 مايو 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
منْ سيحاسب منْ

منْ سيحاسب منْ

تاريخ الإضافة: 2004/10/01 | عدد المشاهدات: 2423

عهدنا بالدول المتقدمة المتطورة أن يستقيل فيها المسؤولون المختصون إذا وقع في دائرة اختصاصهم حادث أو فاجعة ، أو إذا ألمَّ بساحة مجالهم كارثة ، لكنَّ هذا لم يحصل في أمريكا العظمى عقب أحداث أيلول وانهيار برجي نيويورك وتصدُّع مبنى البنتاغون ، فلم نسمع باستقالة أو إقالة المعنيين بتأمين الأمن للشعب الأمريكي كوزير الدفاع ، ورئيس المخابرات الفيدرالية ، ومسؤول الأمن القومي بل كان من المفروض أن يقدًم " بوش دبليو " ذاته استقالته .
والغريب في القضية أن الإدارة الأمريكية وبدلاً من أن تفعل ما سبق التنويه والإشارة إليه راحت تدرًس في " كونغرسها " قرارات إقالة وإزاحة الحكومة الفلانية في البلد الفلاني والرئيس فلان في المكان كذا ، وهمًت بتحويل الدنيا إلى بركان ، وآخر مفرزات الغرابة والعجب سعيُ متصهين عبر مجلس الشيوخ الأمريكي لاستصدار قرار بمحاسبة سورية وإنزال العقاب بها ، وليس ثَمَّة مسوّغ مشروع على الإطلاق سوى أنَّ الكيان الصهيوني المجرم أمر أذنابه في " الكونغرس " بهذا فاستجابوا صاغرين .
عجباً يا دولة القوة والتقدم كيف تلهجين ؟؟!! بل كيف تفسدين ؟؟!! وفي أحضانك منظمة الأمم المتحدة ، وقراراتها وقوانينها تنهاكِ عن هذا الذي به تفكرين ، ثم بعد ذلك خبريًني - بحق ما به تؤمنين - من أنت حتى تحاسبي سورية ؟؟!! ومن الذي نصَّبك حاكماً بأمره على العالم ودوله وحكوماته ؟ نعم من أنت حتى لا تراجَعي ولا تناقَشي في قرارات تتخذينها بحق الآخرين ؟؟ تساؤلات جمًة تطرح نفسها ولا عقل يجيب إلا الغطرسة التي أضحت تتسرب لتكون عنوان البيت الأبيض وسياسته .
كان قميناً بك أيتها الإدارة الأمريكية أن تحاكمي نفسك فتسألي ذاتك ، لمَ ضُـربت فـي عقر دارك ؟ ولمَ هوجمَت أهمّ معالمك ؟ ولمَ وقف نصف العالم شامتاً علانية وكتم الشماتة في قلبه نصفه الآخر ؟
هل أدلُّكِ على عملٍ ينجيكِ من الكراهية والشماتة والبغضاء التي حلًت بك و أحاطت بمعاصمك ؟ تقومين بإعلان البراءة من الظلم والظالمين وعلى رأسهم الصهيونيون والمتصهينون ، وتبتعدين عن معاداة مواطنيك من العرب والمسلمين ، وتهجرين سبيل العنصرية والعنصريين ، وتصدقين العزم في التعاون مع دعاة السلام الحقيقيين وسترينَ عندها أن سورية في طليعة أولئك الدعاة لأنها وأهلها آلت على نفسها أن تقف مع العدل في حربها وسلامها .
أما إسرائيل - وأنت تعرفين - فقد استهترت بالعدالة التي انطوت عليها قرارات المنـظمة الدولية
(242- 338) و (425) و (497) و 000 و 000 فما بالك بالرغم من كل هذا على صداقتها ومساعدتها على باطلها تصرين ، لقد استبدلت في عملك هذا الذي هو أدنى بالذي هو خير ، وعوضاً عن أن تصرخي بقوة في وجه المعتدي فكرت في محاسبة المعتدى عليه ، فهتكت الفضيلة ، و أيقظت ودعمت الرذيلة ، اعملي ما شئت فللظالم يوم وخيم وهو آتيك لا محالة وللظالم نهاية وخيمة وهي حالَّة بك لا ريب .
على كل نحن في حوارنا بالرغم من " تخلفنا " كما تزعمين مستمرون ، وأنت في اعتداءاتك وإفسادك بالرغم من تقدمك كما تتدَّعين سادرة ومتابعة ، فأيُّ الفريقين أحقُّ بالمحاسبة إن كنت تعلمين ومنْ الذي ينبغي أن يحاسب ؟ خبِّرونا يا ناس يا أصحاب الضمائر الحية ، ونحن على أحرّ من الجمر منتظرون ونأمل أن يكون بعض الشعب الأمريكي أول المجيبين .

بقلم الدكتور محمود عـكام

1/10/2004

التعليقات

شاركنا بتعليق