1- كنت قد قرأت قصة عن تخاصم سيدنا علي رضي الله عنه مع يهودي لكنني لم أعد أذكرها فهل تذكرها يا سماحة الشيخ ؟ وجزاك الله خيراً.
2- هل التفكر عبادة ؟ وإذا كان كذلك ففيم التفكر، أي في أي شيء أتفكر وأفكّر، وشكراً لكم أيها العلامة.
الإجـابة
1- تخاصم الإمام علي كرم الله وجهه مع يهودي على درع له وجدها مع اليهودي، فأتيا القاضي شريح بن الحارث الكندي فقال القاضي للإمام علي: ما تقول ? قال: الدرع درعي. لم أبع ولم أهب. فقال القاضي لليهودي: ما تقول ? قال اليهودي: درعي، وفي يدي. قال شريح: يا أمير المؤمنين هل من بيّنة ? قال: نعم، الحسن ابني وقنبر يشهدان أن الدرع درعي. قال شريح: يا أمير المؤمنين شهادة الابن للأب في هذه القضية لا تجوز. قال: سبحان الله رجل من أهل الجنة لا تجوز شهادته لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
فحكم شريح بالدرع لليهودي بعد أن أصر على أن شهادة الابن لأبيه لا تقبل. فقال اليهودي: أمير المؤمنين يقدمني إلى قاضيه وقاضيه يقضي لي عليه, أشهد أن هذا الدين حق، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وأشهد أن الدرع درعك يا أمير المؤمنين، سقطت منك ليلاً. وحسن إسلام اليهودي وقاتل مع الإمام علي كرم الله وجهه يوم الهزوان، واستشهد في المعركة.
وهاأنذا أقول للمسلمين اليوم اقرؤوا تاريخكم وتعلموا منه، وحققوا الانتساب إليه بالفعل والعمل ولا تعليق أكثر.
2- يا أخي: تفكر وفكّر باستمرار، فالتفكير عبادة بل من أعظم العبادات، قال تعالى: (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب. الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار).
واعلم يا أخي: أنه إذا فكرت في آيات الله وعلاماته فستتولد فيك المعرفة, وإذا تفكرت في آلاء الله ونعمه فستتولد فيك المحبة، واذا تفكرت في وعيد الله وعقابه فستتولد فيك الرهبة والخشية، وإذا تفكرت في وعد الله وثوابه فستتولد فيك الطاعة، وإذا تفكرت في جفائك عن الله المحسن إليك تولد فيك الحياء والعبرة.
ولهذا أدم التفكر والفكر أيها السائل، وستكن النتيجة طيبة جداً، ونسأل الله أن يجعلنا من أهل ذلك كله.
التعليقات