آخر تحديث: الجمعة 29 مارس 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
إلى كل أم : تحيةً وتقديراً

إلى كل أم : تحيةً وتقديراً

تاريخ الإضافة: 2005/03/21 | عدد المشاهدات: 2476

وإذ أُمسكُ بالقلم أحاول الكتابة عن الأم ينتابني شعور بالتقصير ، وإحساس بأنني مهما جَهِدتُ في رصف الكلمات المادحة ، ونثر العبارات التقديرية المانحة فلن أوفِّي بعضَ بعضِ حقِّها ، وليس هذا الإحساس أو ذاك الشعور خاصاً بي أو رَهينُ قلبي ووجداني فحسب ، بل إني لأظنُّه ساكناً في صدور الأولاد جميعاً ، فمنهم من اعترف ومنهم من عاند لكنهم جميعاً - في النهاية – على ما ذكرت مفطورون .
فيا أيتها الأم في كل الأرض : تحيةً مني أنا ذاك الذي انبثق من أم قد لا تكون أفضلَ النِّساء لكنها أمي .
تحيةً مني أنا مَنْ يعتقد ويؤمن أنّ الجنة تحت أقدام الأمهات كما ورد عن سيدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
تحيةً لكل أمٍّ مني أنا مَنْ أوصاه وكل الناس نبينا محمد بالتزام رِجلِ الأم وقَدَمِها فالجنة عندَها . تحيةً للأمِّ مني أنا الذي دُعِيَ من قبل خالقه إلى الإحسان إلى أمه ، وخفضِ جناحِ الذُلِّ لها ، وتوجيهِ كلِّ قولٍ كريمٍ لجَنابها .
تحيةً للأم مني أنا المُوقنُ المؤمنُ بضرورة بِرّها وحُسْنِ مصاحبتها والدعاء لها في حياتها وبعد وفاتها ، وبِرّ وصِلةِ مَنْ كانت تُحبُ وتصادق عبر مسيرة وجودها في الدنيا .
تحيةً للأم كلِّ أمٍ مني ، فهاأنذا أرجوها أن تملأ فاها بكلماتِ الرّضى عني ، وأطلبُ منها وأرجوها أن يحتضن قلبها الزكي حبي وعنايةً بي .
تحيتي في آخر المطاف لسيداتي أمهات المؤمنين جميعهن رضي الله عنهن ، ولسيدتي الزهراء أم السِّبطين الشهيدين سيِّدَي شبابِ أهل الجنة رضي الله عنهما .
ولأمي ( فاطمة ) التي وَلَدَتني وفارقتني إلى ربها صابرةً محتسبةً راضية مَرضية قبل أن أَبلُغَ العاشرة ، فاجعلها ربِّ في مُستقرِّ الرحمة عندك مع الصِّديقات .
ولأمي التي رعتني ( مهيبة ) وقد أجابت ربَّها إلى عالم حقّ بعدما سَكَبتْ في أذني وصدري أجملَ عباراتِ الحبِّ الطاهر ، فلن أنسى عبارةً من هاتيك العبائر إذ قالت لي يوماً معتذرة : " أتعبتُكَ يا روحي بطلباتي فلا تؤاخذني " . أنقل هذا عنها وأُقِرُّ وأعترفُ وأشهد الله أن طلباتها ما كانت عِشْرَ مِعشار ما كان يجب عليّ تجاهها .

اللهَ الله يا أبناء ويا بنات ويا أولاد ويا أحفاد في الأمهات ، ولو صحَّ السجودُ لغيرِ الله لكان للأم ، فهل أنتم مدركون .


د. محمود عكام
21 آذار 2005

التعليقات

شاركنا بتعليق