فضيلة الشيخ الدكتور: هلاّ كلمة منكم على صفحة (الجماهير) توجهون الناس للعناية باليتيم والأيتام وتذكرونهم بضرورة التوجه إليهم رعاية وإحساناً، وشكراً لكل ما تقومون به من توضيح لمعالم الدين.
الإجـابة
الخميس:10/1/2008
اليتيم هو من فقد أباه وهو صغير دون البلوغ، وقد خلد الله تعالى الوصية به في محكم كتابه بأشد العقاب كل من يسيء إليه أو يعتدي على شيء من حقوقه انطلاقاً من نظرة الدين الحنيف إلى الضعفاء فقد جعل لهم مكانة خاصة وشرع لهم أحكاماً كثيرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا قدّست أمة لايأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع) رواه ابن ماجه. وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً فيما يخص الضعفاء عامة: (ابغوني الضعيف، فإنكم إنما ترزقون وتضرون بضعفائكم) رواه الترمذي والنسائي.
فلا شك في أن الأيتام من الضعفاء، والله عز وجل عالج أوضاعهم في القرآن الكريم أمراً ونهياً وإرشاداً وتحذيراً وتدبيراً وكفالة وعناية في أكثر من عشرين آية قرآنية، نذكر منها على سبيل المثال قوله:(ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير)، وقوله: (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيراً).
وأما الرسول صلى الله عليه وسلم فقد أكد ودعّم ما جاء به القرآن الكريم، فوردت أحاديث شريفة عديدة عنه تتعلق بهذا الشأن نذكر منها قوله: (خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه، وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه) رواه ابن ماجه، وقوله: (من عال ثلاثة من الأيتام كان كمن قام ليله وصام نهاره وغدا وراح شاهراً سيفه في سبيل الله، وكنت أنا وهو في الجنة كهاتين) وألصق أصبيعه السبابة والوسطى رواه ابن ماجه. وقوله: (من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات) رواه أحمد. وقوله: (من قبض يتيماً من بين المسلمين إلى طعامه وشرابه أدخله الله الجنة البتة) رواه الترمذي.
وقد امتدح رسول الله صلى الله عليه وسلم صالح نساء قريش لما يتمتعن به من غيرة على اليتامى ورعاية لهم فقال: (خير نساءٍ ركبن الإبل صالح نساء قريش، أحناه على يتيم في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده) رواه مسلم.
فهيا إلى الإحسان إلى اليتيم ورعايته وعنايته، وأعتقد اننا مقصرون في الشأن الاجتماعي. آملين أن نتلافى هذا التقصير في المستقبل القريب.
التعليقات