أستاذنا الجليل: نريد من مقامكم كلمة تعريفية بحلف الفضول ولكم الدعاء والشكر والثناء.
الإجـابة
الأحد 1/2/2009
حلف الفضول حلفٌ حدَث قبل البعثة النبوية، وسببه - يا أخي السائل - أن رجلاً من (زبيد) قدم مكة ببضاعةٍ فاشتراها منه العاصي بن وائل السهمي، وكان ذا قدرٍ وشرف بمكة، فحبس عن الزبيدي حقه، فاستدعى عليه الأحلاف: عبد الدار ومخزوماً وحمجاً وسهماً فأبوا أن يعينوه على (العاصي) ونهروه، فلما رأى الزبيدي الشر رقى على جبل أبي قبيس عند طلوع الشمس وقريش في أنديتهم حول الكعبة وقال بأعلى صوته:
يا آل فهرٍ لمظلوم بضاعته ببطن مكة نائي الدار والنفر
ومحرم أشعث لم يقضِ عمرته يا للرجال وبين الحِجر والحَجر
إن الحرام لمن تمت مكارمه لا حرام لثوب الفاجر الغدر
فقام في ذلك الزبير بن عبد المطلب وقال: ألهذا مترك ؟ فاجتمعت هاشم وزهرة وتيم في دار عبد الله بن جدعان فصنع لهم طعاماً فتحالفوا في ذي القعدة وهو من الأشهر الحرم، قياماً فتعاقدوا وتحالفوا وتعاهدوا ليكونوا يداً واحدة مع المظلوم على الظالم حتى يؤدى إليه حقه ما بل بحر صوفه وما رسا حراء وثبير مكانهما على التآسى في المعاش.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك أي بعد البعثة عن هذا الحلف: (لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفاً ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو دعيت إليه في الإسلام لأجبت) رواه ابن اسحاق والبيهقي وابن سعد.
ألا فما أحوجنا إلى حلفٍ كحلف الفضول في مجتمعنا لنصرة المظلومين وما أكثرهم، فهبوا يا بني وطني لنصرة المظلوم حتى ينصرنا الله على أعداء الإنسان والوطن والدين الحق فاللهم وفقنا لذلك.
التعليقات