الأستاذ الأكرم فضيلة الشيخ: قرأت سورة الكهف فمررت على ذكر لذي القرنين فمن هو، وهل من لمحة عنه ؟ ولكم كل التقدير.
الإجـابة
الخميس11/6/ 2009
ذو القرنين - يا سائلي - هو لقب لأحد الملوك الفاتحين القدماء، وقد ورد هذا اللقب ثلاث مرات في القرآن الكريم في سورة الكهف أثناء حكاية قصته، ولا يعرف اسم هذا الفاتح أو أصله أو موطنه، وكل ما ذكر عن ذلك مجرد افتراض ليس له دليل يؤيده. أما عن سبب إطلاق هذا اللقب عليه فقيل لأنه كانت له خوذة لها من كل جانب نتوء كأنه القرن، وقيل لأنه ملك قرنا الشمس أي المشرق والمغرب، وربما كان هذا هو الصواب، قص علينا القرآن شيئاً من أخبار ذي القرنين في الآيات (83 إلى 98) من سورة الكهف، وهذه الآيات هي النص التاريخي الموثوق الذي يحكي عنه، قال تعالى: (ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكراً...) وأخبرنا القرآن أن ذا القرنين هو الذي بنى سد يأجوج ومأجوج، قال تعالى: (قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجاً على أن تجعل بيننا وبينهم سداً. قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة اجعل بينكم وبينهم ردماً) وخلاصة ما يقال عنه أنه ملك صالح آتاه الله تعالى من أسباب الملك والقوة ما تمكًن به من امتلاك مساحة كبيرة من العالم، ومن ثم فإن ذا القرنين ملك آخر غير الاسكندر المقدوني الكبير، وذلك لما عرف عن الاسكندر المقدوني من تهتك وإدمان على الخمر، وأنه لم يملك تلك المسافة التي تمتد بين الشرق والغرب التي ملكها ذو القرنين. وعلى كل فقصص القرآن غايتها العبرة بالدرجة الأولى قبل أن يكون أو تكون التعرف على أبطالها وشخصياتهم إلا ما كان منها لازماً لاكتمال العبرة والاعتبار.
التعليقات