سيدي فضيلة الشيخ المفتي د. محمود: هل يجوز بيع آلات الغناء وشراؤها، ولك التقدير والشكر الجزيل.
الإجـابة
الخميس 13/8/2009
ما دام للغناء مواضع جواز فان آلاته يجوز بيعها وشراؤها، لأنها حينئذ مُتقوَّمة ولها منفعة شرعية معتبرة، ومثال الغناء الحلال يا سائلي:
1- تغني النساء لأطفالهن وتسليتهن وكذلك المعلمات للتلاميذ والطلاب.
2- تغني أصحاب الأعمال وأرباب المهن أثناء العمل للتخفيف عن متاعبهم.
3- التغني في الأفراح على سبيل الإشهار.
4- التغني في الأعياد لإظهار السرور.
5- التغني للتنشيط للجهاد وما سوى ذلك.
والغناء في النهاية ما هو إلا كلام، حسنه حسن وقبيحه قبيح، فإذا عرض له ما يخرجه عن دائرة الحلال كأن يهيج الغريزة ويدعو إلى فسق أو شر كان غير حلال فهو حلال في ذاته وإنما عرض ما يخرجه على دائرة الحلال، وعلى هذا تحمل أحاديث النهي عنه. والدليل على حله:
1- ما رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان تغنيان وتضربان بالدف ورسول الله صلى الله عليه وسلم مُسجَّى بثوبه، فانتهرهما أبو بكر فكشف رسول الله وجهه وقال: "دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد".
2- ما رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في بعض مغازيه، فلما انصرف جاءته جارية سوداء فقالت: يا رسول الله إني كنت نذرت إن ردَّكَ الله سالماً أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنى، قال: "إن كنت نذرت فاضربي" فجعلت تضرب.
3- ما صح عن جماعة كثيرين من الصحابة والتابعين أنهم كانوا يسمعون الغناء والضرب على المعازف، فمن الصحابة عبد الله بن الزبير وعبد الله بن جعفر وسواهما، ومن التابعين عمر بن عبد العزيز وشريح القاضي وعبد العزيز بن مسلمه مفتي المدينة وغيرهم.
وعلى كل: فالأمر يعود إلى كل إنسان وهو أعرف بنفسه من غيره، فليتقِ الله وليستفتِ قلبه، ونسأل الله أن يوفقنا للوقوف على مراداته منا.
التعليقات