آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام
ggggggggg


فتاوى شرعية / جريدة الجماهير

   
حكم الهدية وأجرها

حكم الهدية وأجرها

تاريخ الإضافة: 2010/04/08 | عدد المشاهدات: 631
الأستاذ الجليل والشيخ الفاضل: نبغي كلمة عن الهدية وحكمها وأجرها، ولو عرَّجتم على الفرق بينها وبين الرشوة، وشكراً لمقامكم.


  الإجـابة
الخميس 8/4/2010 نعم يا أخي الهدية سنةٌ وقضيةٌ حضَّ عليها الدين الحنيف لما لها من أثر طيب في النفس، ولما تنتجه من حب وعلاقة خيرة، وقد ورد في فضلها آثار كثيرة نذكر منها:‏ قال صلى الله عليه وسلم: (تهادوا تحابوا) رواه أحمد، وقال أيضاً: (تهادوا فإن الهدية تذهب وحر الصدر) رواه الترمذي، والوحر: الغيظ والحقد، وقال صلى الله عليه وسلم: (أجيبوا الداعي ولا تردوا الهدية) رواه أحمد، وقال أيضاً: (تهادوا تحابوا وتذهب الشحناء) رواه مالك.‏ وكان صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية أيضاً فقد قال: (ولو أُهدي إليّ ذراع أو كراع لقبلت) رواه البخاري. وكان يوصي النساء بالتهادي مهما كانت ويقول: (يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة) رواه البخاري. والفرسن: عظم قليل اللحم وأشار به إلى إهداء الشيء اليسير وقبوله لأنه خير من لا شيء. والأقربون أولى بالهدية من غيرهم، فالأقرب نسباً من الأقرباء، والأقرب باباً من الجيران، والأقرب جلوساً من الطلاب، والأقرب فالأقرب في كل المجالات والميادين.‏ وليست الهدية حكراً على العطايا المادية فثمة الكلمة الطيبة والابتسامة. وعلينا هنا أن نفرّق بين الهدية على النية التي ذكرنا وبين الهدية التي هي في حقيقتها رشوة، والتي تُعطى لأصحاب النفوذ وذوي الحكم من أجل الانحياز إلى جانب المعطي والحكم له، فقد لعن رسول الله الراشي والمرتشي، وقال أيضاً: (هدايا العمال غلول) رواه أحمد. والغلول الخيانة. فلننتبه الى هذا الأمر، ولنستفتِ قلوبنا، ولنسأل ربنا أن يوفقنا للهدية التي تفرز تعاوناً وحباً وتضامناً، وأن يبعدنا عن الهدية (الرشوة) التي تفسد مجتمعاً وتميت حقاً وتضيّع أخلاقاً وتؤثر سلباً على المجتمع.

التعليقات

شاركنا بتعليق