اعتنينا بالظاهر وأهملنا الباطن، فلا ظاهراً حُصد ولا باطناً حُمِد، ربّينا في الإنسان ظاهره - كما زعمنا - فوجّهناه للصلاة والصيام والحج وحسن الانضباط الشّكلي، وأما الباطن والقلب فمضى في نكدٍ وحزن ينعى مُربّين أهملوه وهجروه ولم يلتفتوا إليه، واكتفوا بالحديث عنه ادِّعاءً. وهنا نقول: قوّة الجَنان هي أساس قوّة الإنسان، وصدق القلب وإيمانه والتزامه الحقّ هو الدين الحقُّ فأين تذهبون ؟!
حتى من أسَّسوا مناهجهم على اعتماد القلب محلاً وموضوعاً لعلمهم وشغلهم فقد باؤوا بالتّوجه إلى الظاهر - شكلاً وحركةً وصوتاً وبكاءً - وجاء أهل الباطل إلى القلوب الخاوية فأمطروها وابلاً من زيفٍ فما قبلَتْها وفضّلت الموت على أن يُداخلها دخَنٌ أو ترّهات، وماتت فعلاً، وبدأ الصّراع بين ظاهرِ حقٍّ انهدم أساسه وجَذره، وباطل لا جذرَ له أصلاً، فانهزم ظاهر الحق (الصورة) وبات الباطل يرتع ويتغلب بصورته القويّة التي لا يملك سواها على الصورة الضعيفة البائسة المقطوعة عن جذرها الداعم.
فيا أيها الموجّهون: أعيدُوا النظر فيما كنتم عليه، وتوجّهوا الآن إلى قلوبكم أولاً واملؤوها إيماناً بالله ومحبة له ومحبة لكل من أحبّه الله: "أحبّوا الله لما يغذوكم من نعمه، وأحبّوني لحب الله، وأحبّوا آل بيتي لحبّي" كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبعدها توجّهوا إلى مَن تربّون وتوجّهون فاعتنوا بقلوبهم وبحقٍّ يجب أن يستقر فيها، وبإيمانٍ ينبغي أن يرسخ فيها، وعندها تكون النتيجة: (لا تحزن إن الله معنا)، و: "والله يا عمّ، لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يُظهره الله أو أهلك دونه"، و: "أنا النبي لا كذِب أنا ابن عبد المطلب) و.. و.. فهل أنتم مدرِكون؟!!
3/2/2014
محمــود عــكام
التعليقات