وهل ثمَّة كلمة أجمل وأحلى وأعظم من "المُعلِّم" ؟!! فهو حاملُ النُّور وموزِّع النُّور ومجلِّي الأمور، يُصبح ويُمسي وهَمُّ الأمَّة في صدره وأمامَ ناظريه، ويغدو ويروح والمستقبل شغلُهُ الشاغل ليكون أفضل من الحاضر.
تعلَّم فبرهنَ على الإحسان في تعاطيه مع عقله، ثمَّ علَّم فدلَّل على حُبِّه الإنسان والأرضَ وكل مفردات الكون، وهو في الحقيقة محورُ الحياة وإكسيرُها، وهل ثمَّة حياة منشودة مرغوبة مقبولة من غير علمٍ تؤسَّس عليه، وعالمٍ يحمل العلم، ومُعلَّمٍ يحافظ على العلم استقبالاً أميناً وإرسالاً وافياً.
وإنها لمناسبة - أعني عيد المعلِّم - من أجل شكر كلِّ المُعلمين في مختلف الصُّعد والمجالات، فلا والله ما كنَّا لولاهم، ولا كان ما كان من خيرٍ لولا جهدٍ بذلوه وعملٍ أدُّوه ورسالةٍ بلغوها.
فعِشْ يا مُعلِّمي خاصَّة ويا كُلِّ معلِّمٍ عامِّة راضياً مرضياً وطِب نفساً، فأنت الرِّمز الصَّادق لكل قيمةٍ إنسانيةٍ رفيعةٍ، وأنت العنوان الأنسب للحضارة السابقة والراهنة واللاحقة.
دمْتَ يا معلِّم مُعلماً، وبُوركَ مَن باركك، واسمح لي - أخيراً - أنْ أقول: على قدر احترام الناس مُعلميهم وإجلالهم تأتي دلائلُ وعيهم وفهمهم ورفعتهم ومجدهم، وإلا فالنَّاس همجٌ رُعاعٌ تائهونَ ضائعون.
ومُعلِّمي حُلوُ الشمائل أمجد ... قد جُمِعت كل الفضائل فيه
حلب الخير
الخميس 8 جمادى الآخرة 1437
17 آذار 2016
د. محمود عكام
التعليقات