آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
"قُلْ آمنتُ بالله ثم استقم"

"قُلْ آمنتُ بالله ثم استقم"

تاريخ الإضافة: 2017/01/21 | عدد المشاهدات: 1623
قال لي محدِّثي: ما تقول في نشئنا الجديد ؟! ولا سيما أولئك الذين في مرحلةٍ عمرية (فوق العشرين ودون الأربعين) وقد فهمتُ من سؤاله حرصاً على تضمين الجواب ملاحظةً نقدية سلبية، فأجبته غير متردِّد: الصفة التي لا تنفكُّ عنهم – وأعني جُلَّهم – هي الاستعلاء والكبر والتَّوقان لتلقي المديح والثناء والتعظيم، أو ما نطلق عليه في العامية "النَّفش"، وفعلاً يا سائلي: عجيبٌ أمر هذا النّشئ وهذا الجيل، فقد غدا أكبرَ همِّه الوصولُ السَّريع جداً للقمَّة الموهومة في هذا المجال أو ذاك، وغدت الأسئلة الملحة هي: أين السَّيارة ؟ وأين المرافقة ؟ وأين القصر ؟ وأين المزرعة ؟ وأين الخدم ؟ وأين الحشم ؟ وأين صحبة الرتب العالية في مفاصل الدولة المتنوعة عسكرياً ومدنياً، وكم صاحبٌ لك من المسؤولين ؟! وتابع وتابع إلى أن تراه متربعاً على سدَّة سلطةٍ موهومة يأمر وينهى ولا يدري بما يأمر ولا عمَّا ينهى، والمهم أنه يمشي في الأرض مرحاً ويختال ويفخر، ويُتبع ذلك كله نقمةً على كلِّ مَنْ سواه، فليس ثمة مَنْ هو أحسن منه، وهيا يا مَن حوله خاطبوه وكلِّموه على هذا الأساس (وانفشوه)، ولهذا فقد سهلت دعوة هذا الجيل إلى حزبٍ أو إلى جماعةٍ أو إلى تنظيم ما دام الحصاد بعد كل ذلك سلطةً واستعلاءً ولقباً يحوزه زوراً وبهتاناً من مثل "أمير" أو "معلِّم" أو "قائد" وبعدها – أما وقد وصل – فليكن الطُّوفان، وقد كان – فعلاً- الطُّوفان، وسقط من سقط من هذا الجيل على دروب الهوى والهوان بين ميِّتٍ ومقتول وملاحق ولاجئ ومشرَّد. والمشكلة الأفظع أنَّ هذه النتائج الكارثية لم تكفِ هؤلاء ليتَّعظوا أو ليؤوبوا... بل لا زالوا سادرين في الانقياد لوَهْمِ الاستعلاء الفارغ، فهل إلى تنبيههم من سبيل ؟! يا هذا الجيل، ويا أيها الجيل الذي بعده: هي كلمةٌ أحبُّ أن أقولها لكم، فإن وعيتموها، فنعِمَّا ما تفعلون، وإن رفضتموها فإنما أشكو بثِّي وحزني إلى الله: وهذه الكلمة هي وصية سيِّد الناس محمد صلى الله عليه وسلم لكل الناس ولكل مَنْ أراد أن يكون إنساناً بجدارة: (قل آمنت بالله ثم استقم) فالإيمانَ الإيمان، والاستقامةَ الاستقامة، أما الإيمان "فأمان واطمئنان"، وأما الاستقامة فكرامة وسلامة، ومَن الذي لا ينشد الأمان والاطمئنان والكرامة والسَّلامة إن كان عاقلاً ؟!! اللهم لا تدعني في غمرة، ولا تأخذني في غرَّة، ولا تجعلني من الغافلين. والحمد لله رب العالمين. حلب 23 ربيع2 1438 21 كانون2 2017 محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق