اعدلوا تسودوا
تاريخ الإضافة: 2017/02/14 | عدد المشاهدات: 990
ما منا من أحد إلا ويهفو قلبه إلى سيادة ومكانة. لكن السِّيادة نوعان: فاسدة وهي المستعلية بغير حق، وصحيحة منشودة وهي التي تقوم على العدل. فبالعدل قامت السموات والأرض، وبالعدل ترتّبت سنن الله، ولن تجد لسنة الله تبديلاً.
فيا أيها السَّاعون إلى سيادةٍ صالحة رائعة: اعدلوا تسودوا. والعدل: معرفة الحقوق والواجبات وإعطاء كلِّ ذي حقٍّ حقه دون نقصان، أما الزيادة فهي فضل. ويا أيها المسؤولون على اختلاف مساحات دوائر المسؤولية لديكم وعلى تنوعها اعدلوا تسودوا السيادة المنشودة، وإلا فأنتم مُستدرَجون من حيث لا تعلمون وستحصدون جزاءكم تباراً.
وإن شئت – أخي القارئ – زيادة في الإيضاح والبيان قلت: السيادة: عدالة ممارسة، وأول من يُمارس عليه السيد نفسه: (والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها). فإن عفا نفسَه منها فهي لَقَبٌ خدَّاع يخدع صاحبه فحسب، وأفشل المخدوعين من خدعته نفسُه فانخدع. وحقاً ما أروع ما جاء في كتاب ربنا جلَّ شأنه:
(ولا يجرمنَّكم شنآن قومٍ على أن لا تعدلوا اعدلوا...)
(لا نكلِّف نفساً إلا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذو قربى...)
(وقل آمنت بما أنزل الله من كتابٍ وأُمرت لأعدل بينكم...)
حلب الخير
18 جمادى1 1438
14 شباط 2017
محمود عكام
التعليقات