نعم، وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، ولم نجعلكم شعباً واحداً أو قبيلة واحدة، إذاً فأنتم – آنئذ – محدودون، فهيا يا أيها الشعب الفلاني تعرَّف وبصدق وجدّية على الشعب الفلاني الآخر، وهيا يا أيتها القبيلة ذات الاسم الفلاني والأصل الفلاني تعرفي بأمانة على القبيلة الأخرى، وإلا فأنتم ونحن مقصِّرون في التكليف الإنساني الاصطفائي فضلاً عن التكليف الديني الإسلامي، إذ لا بد من إقامة الدين الحنيف على أرضية الإنسان السَّوي، ولن يكون سويَّاً إلا إذا استعدَّ للتعارف والتآلف والتعاون، وها هو ذا محمد صلى الله عليه وسلم يعلن بقوة فيقول: "إني لم أُبعث لعاناً"، و: "ليس المؤمن بالطَّعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء"، بل: "المؤمن آلفٌ مألوف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف"، وهل بعد هذا البيان العظيم من بيان يا أمة محمد والقرآن ؟!
حلب
21/10/2017
محمود عكام
التعليقات