آخر تحديث: السبت 04 مايو 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
منطق الأشياء

منطق الأشياء

تاريخ الإضافة: 2017/11/17 | عدد المشاهدات: 841
New Page 1

وهنا نعني بالمنطق: الضَّبط والإتقان ضمن مسارات العلَّة الغائية الأصلية لكل شيء، فالدِّين – على سبيل المثال – منطقه ضبط مصدره وإتقان تلقِّيه وممارسته ضمن العلة الغائية التي هي معرفة العبد ربَّه وطاعته وانقياده له بقناعة ورضا، وثمة مسارات ومسارب مشتركة وأخرى خاصة ينفرد بها كل إنسان على حدة. ولنأخذ الصلاة فهي مسارٌ مشترك بين مختلف المسلمين على تعدّد طوائفهم ومذاهبهم، لكن الصَّلة المنشودة مع الله هي مسرب خاص، فليس كل من صلَّى وصل، وليس كل من صام اتقى، وليس كل من حج قصد وأخلص، وحتى الواصلون والمتقون والمخلصون متفاوتون قوة وضعفاً، سرعة وبطأً وهكذا...

فيا أيها المسلمون: دينكم منطقه يقتضي إتقان مصادره أو مصدره (الله عبر القرآن ورسوله) الموثقين نقلاً ثابتاً، ومعرفة غايته معرفة يقينية ووجدانية وسلوكية وممارسة مع الرقابة الدقيقة فلا معبود إلا الله، ولا تقاليد تختلط مع التعاليم، ولا عادات تتحول إلى عبادات، ولا فوضى ندخلها في إطار الحزبية الضيقة الخانقة وندّعيها سياسة أو جهاداً، ولا مشاحنة لصالح الفرقة ونحسبها حباً في الله وبغضاً في الله، ولا إقصاءَ نعدُّه هجراً من أجل الله، بل "اللهَ قل"، وادعُ إلى سبيله وطريقه بالحكمة والموعظة الحسنة، فإن جادلتَ فجادل بالتي هي أحسن، والتي هي أحسن تعني: الكلمة النظيفة السَّامية الصَّادقة، والخلاصة أن معيار المنطق بالنسبة لدين الإسلام هو الإحسان.

فيا أفراد مجتمعي: أحسنوا في التعليم والتدريس والقراءة والبيع والشراء والسياسة والاقتصاد والاجتماع والتربية والحوار والنقاش ورعاية الأسرة والبيت ولن يكون ذلك إلا بالرحمة والرفق واللطف والذوق: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليٌّ حميم) فما بالك بمن بينك وبينه صداقة أو شبهها فسيكون معك كأنه أنت، و: (وقولوا للناس حسناً)، و: "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".

اللهم تحسيناً لأخلاقنا ورشداً لعقولنا وأفكارنا وسلامة لصدورنا يا رب العالمين.

حلب

17/11/2017

محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق