تلكُم هي القاعدة التي تشكِّل بنيةً تحتيةً لمجتمعٍ متماسكٍ أخلاقي متعايش، آمنٍ مطمئن، ولعل الآية المشهورة تشرح ذلك: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)، مجتمعٌ سِمته: (بعضهم أولياء بعض) رجالاً ونساء لن يتحقَّق إلا بالمبادرة بالحسنة، بل بالحسنات، فإن هو – أعني المبادر – قوبل بالسيئة فإنه سيدفع هذه السيئة بحسنة، فيصلُ مَن قطعه، ويُعطي من منعه، ويعفو عمَّن أساء إليه، وما كان المؤمن – يوماً ما – بالمكافئ، أي الذي يقابل الحسنة بالحسنة، بل هو المبادر بالحسنة – كما أسلفنا – وهو نفسه مَنْ لا تصدُر عنه إلا الحسنات مهما صدرَ عمَّن أمامه. فهل أنتم يا أيها المؤمنون مؤمنون ؟!!
حلب
25/11/2017
محمود عكام
التعليقات