سألتُ فلاناً عن فلان: هل تعرفه ؟ فأجاب: نعم، فقلت: وكيف ؟ قال: كنا معاً في المدرسة الابتدائية منذ ثلاثين سنة، فقلت: وهل رأيتَه منذ قريب ؟ فردَّ: لا، لقد انقطعت الأخبار منذ هاتيك الأيام. فقلتُ: ولا زلتَ مصرَّاً على أنك تعرفه ؟! فأصرَّ قائلاً: نعم وألف نعم. فقلت: أكلُّ مفردات معرفتك على هذه الشاكلة ؟! فقال: وماذا تعني ؟! فأجبت: يا أخي المعرفة معرفتان: معرفة موصولة موثقة، ومعرفة مقطوعة منقطعة، وكان يجب عليك أن تقول: نعم أعرفه، أو كنت أعرفه في الفترة ما بين كذا وكذا، ومعرفتي به آنذاك معرفة مدرسة ودراسة وكان من الأذكياء الدَّارسين وحسب، والمراد بالوصل: الارتباط بالوقت والزَّمن والعصر، فالقضية تختلف من ساعة إلى ساعة، ومن لحظة إلى لحظة، أما التوثيق فالمقصود به التثبت والتثبيت: من نسبة الصفة إلى الموصوف والقول إلى القائل وهكذا... وأعيد السؤال الآن: هل تعرفه، فتهدَّج الصوت مردِّداً كنت أعرفه، أما الآن فلا... فهل نحن مُتَّعظون يا أمة الإنسان ؟!
حلب
7/12/2017
محمود عكام
التعليقات