فيا هذا اصبِر وصابِر، فما بعدَ الصَّبر إلا الفرج، ومن صَبر ظَفر، واعلم علمَ اليقين أنَّ النَّصر مع الصَّبر كما وردَ عن سيِّد المرسلين، ولا تنسَ قولَه عزَّ شأنه: (وبشِّر الصَّابرين)، وصَبراً آل سُوريَّة فإنَّ موعدَكم الأمان والطمأنينة والاستقرار، صبراً في مجال ما حفَّنا من ابتلاءٍ طالَ كلَّ شيءٍ في ظواهرنا ودواخلنا، ولم يبقَ إلا القليل.

تعالَوا جميعاً ندعُو مولانا جلَّ جلالُه في الَّليل والنَّهار نطلبُ منه ونتوسَّلُ إليه أن يكشِف عنَّا ما أهمَّنا وأغمَّنا، ويفرِّج عن البلاد والعباد، ولنلح في دعائنا موقنين بالإجابة، فما خاب - وأيم الله - مَن دعاه وناداه وناجاه.

ومع هذا الدُّعاء هيَّا إلى التَّراحم فيما بيننا، فإنَّ أهل الأرض إن تراحَموا رَحِمَهُم جميعاً ربُّ السَّماء الرحمن الرحيم، ومعنى الترَّاحم فيما بيننا: أن يعطِفَ الكبيرُ على الصَّغيرِ، وأن يحترمَ الصَّغيرُ الكبيرَ، وأن نعرِفَ لعالِمنا حقَّه، وأن يتَفقَّدَ الغنيُّ الفقيرَ، وأن يُعينَ القويُّ الضَّعيفَ، وأن يُحِبَ كلٌّ منَّا للآخَر ما يحبُّ لنفسِه.

(ربنا ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين).

حلب

17/3/2018

محمود عكام