ونعني بالنَّفس: الخطُّ السلبي والتطلُّع الوهمي، فإياك يا أيها المدرس الحَصيف أن يتسلَّل إلى روحك ريبٌ أو كسل أو تشاؤمٌ أو إغراء على حسابِ الوَفاء لعملٍ مقدَّس هو التَّعليم أو التدريس، وإياك أن تتطلَّع إلى ثروةٍ مادية فلن تطولَها وستخسرُ ما أنتَ فيه من معانٍ راقية، ولا تظنَّن – إطلاقاً – أن الحياةَ رفاهية مادية، بل هي توازن بين المبنى والمعنى، وبين الجسد والروح، وبعبارةٍ وجيزة: لقد أقامَك المولى مسؤولاً في خطِّ المعنى والروح والعقل، فاحمَد المولى واشكُره وأعطِ الأمر حقَّه تعلُّماً وتحضيراً ودرايةً واطِّلاعاً وأداءً، وهل ثمة كلمة ذات بعد إنساني أجمل وأرقى من المعلِّم ؟!! وهل ثمة عمل أهمّ – على المستوى الإنساني – من التعليم أو التثقيف واستيداع المعارف في أخلاد أجيالٍ قادمة تُعلن بأمانةٍ بأنها وارثة عرفان وعلم وعمل ؟!!
والخلاصة أيها المعلِّم: لا تكن إلا واثقاً وناشطاً ودؤوباً وصاحبَ غايةٍ قريبة هي: التَّوعية والتَّوجيه والتَّعليم، وغايةٍ بعيدة هي الحضارة والتَّنمية والرقيّ المجتمعي وتثبيت دعائم الأمان والسَّلام والفضيلة والحرية والعدالة، فالحضارة لا تُنسب إلى أفراد لكنَّها سِمة المجتمعات والأمم، وما المجتمعاتُ والأمم إلا حَصائد ما يُبدِعُه الأفراد متناغمين متعاونين. والحمد لله.
حلب
1/5/2018
محمود عكام
التعليقات