ما أجملَ الإخلاص في القول والعمل والحال والخلق. والإخلاصُ أن تبتغي في كلِّ ذلك وجهَ ربِّك جلَّ وعلا، فلا يخطرُ على بالك أحدٌ إلا هو، والمهم أن يرضى ويقبل. أقولُ هذا وأنا أعلم أن فتنة "الشُّهرة" و "الظُّهور" تكاد تملأ الأسماع والأبصار في أيامنا هذه، وفي مختلف الميادين والمجالات: الدينية والفنية والاقتصادية والسياسية والعسكرية والتربوية والاجتماعية، نعم في أيامنا، لأنَّ أيامنا مُلِئَت وسائلَ إظهارٍ وإشهارٍ مِنْ تِلفاز وقنوات تجاوزت أعدادُها الآلاف، وأدوات تواصل اجتماعي بلغَت أنواعها المئات، حتَّى إنَّك لو أردتَ قضاءَ بعضِ الوقت في كواليسها فلن تشعر إلا وعشر ساعات مرَّت وكأنها دقائق معدودة.
لقد نادت المبادئُ ومعها العُقلاء وقبلَ كلِّ هذا وبعده: الأديان والأنبياء بضرورة توحيد جِهة القَصد في أيِّ حركة أو سَكَنة واعية تصدُر عنك، ولعلَّ القصد الأمثل - بعد الدِّراسة والتمحيص - هو الخالق البارئ جلَّ شأنه، فلا انحرافَ عنه في النية ولا في الغاية ولو بقَيْدِ أُنمُلة، ومن أجلِ أن تتذكَّر أيها المعترف بالله ذلك ردِّد صباحَ مساء: إلهي أنتَ مقصودي ورضاك مطلوبي.
إني أويتُ لكل مأوى في الحياة فلم أجد مأوى أعزَّ من مأواكَ
حلب
30/5/2018
محمود عكام
التعليقات