آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
إخراجُ زكاةِ الفِطْر نَقداً

إخراجُ زكاةِ الفِطْر نَقداً

تاريخ الإضافة: 2018/06/12 | عدد المشاهدات: 684
New Page 1

لا نريدُ – هنا – عرضَ أحكامِ زكاةِ الفطر "زكاة الأَبدان"، ولا نَبْغي الحديثَ عن مشروعيِّتها وفضلِها وآدابها ومستحبَّاتها ومكروهاتها، لكنَّنا نشير - فقط – إلى اختلافٍ تحوَّل – للأسف – إلى مَكْمَن لإثارة الاتهامات الشَّنيعة بين أهل العلم في عصرنا الراهن، عصر الشِّجار والصِّراع والنِّزاع في قضايا لا تحتمل إلا الخلاف المفضي إلى غِنىً وثراء في الفقه الإسلامي العظيم. فما بالُ الذين لا يُجيزون إخراجَ زكاة الفطر نقداً يَكيلون اتِّهاماتِ الجَهالة والمروق لأولئك المجيزين، فيا هؤلاء رُحماكم، فالأمر:

1- كانَ في زمن الأتقياء الأئمَّة الفقهاء محلَّ خلافٍ، وقالَ كلٌّ رأيه ولم يُنكر أحدٌ على أحد، وممن رُوي عنهم القولُ بجواز إخراج زكاة الفطر نقداً: الحسن البصري وعطاء وسفيان الثوري وعمر بن عبد العزيز وأبو حنيفة والبخاري وسواهم، وتابعهم في ذلك علماء وفقهاء معاصرون.

2- عن أبي سعيدٍ الخُدري قال: "كُنَّا نخرج زكاة الفطر صاعاً من طعام أو صاعاً من شعير أو صاعاً من تمر أو صاعاً من أَقِط أو صاعاً من زبيب" رواه البخاري. هذا حديثٌ صحيحٌ نصٌّ في الباب، وقد وردَ فيه "صاع من طعام"، ومن إطلاقات الطَّعام الدّلالية: القمح، ويُطلق أيضاً على كل ما يَطعَمُه الإنسان، ويُطلَق كذلك على بدل الطعام "النَّقد" المستحق لزكاة الفطر، فكأنَّه يوكله بشراء ذاك الطعام، بل ربما اشترى به ما هو بحاجةٍ إليه أكثر من الطعام. هذا ما قال به بعض الحنابلة: إذا كان المستحقُّ لزكاة الفطر بحاجةٍ إلى غير "الأنواع المذكورة شعير – أقِط..." أكثر من حاجته إلى هذه "الأنواع..." فيجوز إخراج زكاة الفطر نقداً.

3- يا أيها الفُقهاء المعاصرون، ويا أهلَ العلم (اليوم): فليَسعكم ما وسعَ سلَفكم من الاختلاف الرَّفيع الرحيم، ونرجوكم أن لا تحوِّلوا الرَّحمة إلى نقمة، وليسَ من أمة محمد صلى الله عليه وسلم من لم يُوقِّر كبيرنا ويَعطِف على صغيرنا ويَعرف لعالمنا حقَّه كما ورد عن سيد الأمم محمد صلى الله عليه وسلم.

حلب

12/6/2018

محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق