وقد قالَ العُلماء: إنَّ الفشَل هنا يعني الجُبن، فالتَّنازع يفضي إلى الجُبن، والجبن مَصيرُه الانهزام، وأهلُ الحقِّ ما خُلِقوا لينَهزمُوا وحاشَا، إذاً: يا أهلَ الحقِّ إنْ تنازَعتم فَشِلتم وإن تضَامنتُم ربحتُم وعَلا شَأنُكم، وعَلامَ التَّنازُع وأنتم تُدْعَون إلى تحقيقِ غايةٍ واحدة ؟! وأنتم في دعوتكم وسعيكم تبتغون وجهَ ربِّكم مُخلِصين له الدِّين والوجهة، فما أجدَرَ الوحدةَ والاتِّحاد بكم ولكم، وما أجدَركم بصفةِ المتَّحدين المجتَمعين المتضامنين المتعاونين.
ثم بعدَ كلِّ هذا ألستُم تُؤمنون – كما تدَّعون – بكتابٍ واحدٍ وربٍّ واحدٍ ورسولٍ واحدٍ وقبلةٍ واحدة ؟! فإنَّكم وإن اختلفتم في الفروع بعد ذلك فهذا لكم غِنىً، وما أُحبُّكم أن لا تَختلفوا في الفُروع، ففي هذا الاختلاف توسِعَة على الأتباع الأوفياء المتناثرين هنا وهناك في عالمنا الفسيح الواسع. لكم مني التَّحية إن اتَّحدتُم واتَّفقتم، وإلا فأنا بريءٌ ممَّا تفعلون "الفرقة والبغضاء والشَّنآن والعَداوة والاقتتال" وستذكرونَ ما أقولُ لكُم وأفوِّضُ أمري إلى الله.
حلب
19/6/2018
محمود عكام
التعليقات