الإيمان حَصَانة الإنسانيَّة، فمن لم يُؤمِن فإنسانيتَّه في خطرِ التَّلاشي، ولطالما فكَّرتُ في ذلك قائلاً: كيف أُحصِّن إنسانيَّتي من الضَّياع، فما وجَدتُ إلا الإيمانَ بالله الخالقِ العظيم، إذ منه أستمدُّ سُبُلَ الحفاظِ عليها وصيانَتها من الاختلال، ولعلَّ أهمَّ سبيل دَوام الصِّلة منه: مناجاةً ودعاءً وصلاةً وطاعةً وحباً وعبادةً وشكراً، وحينها فالمناجَى والمدعو والمطاع والمعبود والمشكور سيتولَّى ويرعَى ويحفظ ويصُون: (فإنَّك بأعيُننا)، (ألا إنَّ أولياءَ الله لا خوفٌ عليهم ولا هُم يحزنون)، فهيَّا يا أيها الإنسان: أمِّن على إنسانيتَّك بالإيمان، والإيمانُ كذا شُعبة أعلاها شهادةُ الحقِّ بالحقِّ وللحقِّ، وأدنَاها إماطةُ الأذى الحسِّي والمعنَوي عن الطَّريق الماديَّة والمعنوية، والحياءُ شعبةٌ أساسيَّةٌ من الإيمان، ومَنْ لم يكُن لهُ الحياءُ صفةً فلا إنسانيَّةَ عندَه ولديه.
حلب
21/6/2018
محمود عكام
التعليقات