آخر تحديث: الجمعة 26 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
لن أنفكَّ عن التفاؤل

لن أنفكَّ عن التفاؤل

تاريخ الإضافة: 2018/07/05 | عدد المشاهدات: 682
New Page 1

قال لي: تتفاءل ولكنَّك لا تُبرهن، فالحُجَّة غائبة، والمستند في طيِّ الغيب والواقع لا يسعف، فكيف إذاً ؟ أجبت: متفائلٌ بحجَّةٍ، ومستندي بادٍ للعَيان، والواقع من أشدِّ الدَّاعمين لتفاؤلي، وإليكم التفصيل:

يا أيها "المتشائلون" أمّا الحُجَّة والبُرهان: فالتفاؤل قرين الإنسان الفطري الأصيل، وهيهاتَ أن يكون ثمَّة إنسان يعيش من غير تفاؤل يصحبُه بل يسكُن إهابه: أولستَ يا هذا تعِدُ بإجابة دعوة غداً أو تطلبُ موعداً من آخر بعد غد، أو تهيِّئ لمناسبة ستكون بعد شهر ؟ إذاً لولا التفاؤلُ منك ما فعلتَ هذا الذي فعلتَ مما ذكرتُ، وأما المستند والملاذ في تفاؤلي ولتفاؤلي هو ما أسمعه من ثقاتٍ ذوي خبرة إذ يقولون: الأمور بخير وماضيةٌ إلى أفضل، والأزمة في نهاياتها، و...، وأما الواقع يا سائلي ومنتَقدي: فهو المؤكِّد والمثبَّت وتعالَ لنرَ ونفحص: ماكنَّا عليه وماصِرنا إليه الآن، وما أظن أنَّك ستقول: إنَّ الوضع كان أفضل وقد غدا اليوم أسوأ، لا يا صاحبي، لن تستطيع أن تقول هذا أبداً، ولئن قلت – لا سمح الله – لتجدنَّ آلافاً ممن حولك يرفضون ويعدُّون قولك عكس ما قالت حَذَامِ فلا تصدقّوه.

يا أيها المتشائمون، ويا أيها المتشائلون: تفاءلوا بالخير تجدوه، نعم، وهو الله الذي صرَّح باسمه رسوله: أنا عند ظنِّ عبدي بي، فإيَّاكم وإيانا أن نظنَّ غير الخير، طابَ المتفائلون، وطابَ حديثُهم ومحادثتهم، وأصلحَ الله المتشائمين والمتشائلين وأصلحَ حديثَهم وحديثَ مجالسهم، (واعفُ عنَّا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين).

حلب

5/7/2018

محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق