آخر تحديث: السبت 20 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
نعم للعقل قائداً للعاطفة

نعم للعقل قائداً للعاطفة

تاريخ الإضافة: 2018/07/07 | عدد المشاهدات: 649
New Page 1

لقد اشتُهرنا - نحن العرب - بأننا عاطفيُّون، وقررنا بعد هذه الشُّهرة وذاك الاشتهار الاستمرار والإمعان: نعم نحن عاطفيون وسنبقى كذلك، ويا أسفاً على العقلانيين وأهل العقل الذين لا يعرفون الحب ولا الشوق بل هم في برودتهم غارقون. انظرونا في الأسرة كيف يحترم ويحب ويجلُّ الصغير الكبير، وكيف يعطف ويحب ويحنو الكبير على الصغير - هكذا نزعم - لأننا وفي نفس الوقت: فلينظر هؤلاء إلى الأسرة عندنا كيف يضرب الكبيرُ الصغير وكيف يشتم الصغيرُ الكبير وكيف يلعن الجميعُ الجميعَ، والسبب في كل هذا صغير حقير. يا هؤلاء لا تفرحوا فالله لا يحب الفرحين: ولا تقولوا: إنكم عاطفيون وتخلدوا إلى الأمجاد المزعومة، بل أعيدوا النظر في عاطفتكم وكيف جعلتكم تضطربون ساعة فساعة ولحظة فلحظة، وإعادة النظر تكمن في إعادة زمام قيادة العاطفة للعقل الحر الواعي الأمين.

لقد جاء مَن جاء بعد حادثة الإسراء والمعراج إلى سيدنا أبي بكر رضي الله عنه قالوا له: هل لك إلى صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس ؟ قال: أوقال ذلك ؟ (التوثيق وهذا عمل عقلي نبيل عظيم) قالوا: نعم، قال: لئن كان قال ذلك لقد صدق. (لم يقل: صدق، بل استعمل الشرط فعلاً وجواباً. فإن كان قد قال فعلاً فقد صدق حقاً). قالوا: أوتصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أنه يصبح ؟ قال: نعم إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدّقه بخبر السماء في غدوة أو روحة. (استخدم هنا حجة الأَوْلَى والأهون: أصدقه على أعظم من هذا الذي تستعجبون). وفي رواية قال: إني لأصدقه في خبر السماء بكرةً وعشية، أفلا أصدقه في بيت المقدس ؟!

فيا أيها العرب: عقِّلوا عواطفكم، وكونوا مع عقولكم أوفياء، فعِّلوها في البحث الصادق عن "العدل" صفة ثابتة لكم أينما كنتم: (ولا يجرمنَّكم شنآن قومٍ على أن لا تعدلوا اعدلوا).

حلب 7/7/2018

محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق