آخر تحديث: الجمعة 29 مارس 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
التَّواضع: المفهوم – الممارسة – الثمرة

التَّواضع: المفهوم – الممارسة – الثمرة

تاريخ الإضافة: 2018/07/14 | عدد المشاهدات: 608
New Page 1

1- المفهوم:  التواضع: هو التنازل عن حقوق الرُّتبة والمنصب والمكانة لصالح استمالة قلب الآخر وراحته، وهو يدلُّ على ظهارة النفس ونقائها، ويؤدِّي – قطعاً – إلى إبادة الحسد والكراهية والشَّنآن، وقد عرَّف الجنيد شيخ الصوفية التواضع: "خفض الجَناح ولينُ الجانب". وسُئل الفُضيل بن عِياض عن التَّواضع فقال: "يخضع للحق وينقاد له ويقبَله ممن قاله مَنْ كان حتى ولو من أجهل الناس". وسئل الحسن البصري عن التواضع فقال: "أن تخرج من منزلك ولا تلقى مسلماً إلا رأيت له عليك فضلاً". وقد قال تعالى: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً)، وقال: (ولا تُصعِّر خدَّك للناس ولا تمشِ في الأرض مَرَحاً إن الله لا يحب كلَّ مُختال فخور)، وقال صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله أوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحدٌ على أحد ولا يبغي أحد على أحد".

2- الممارسة: تواضع لربك بالتَّجَلبُب بالعبودية المرضيَّة (فقراً وتسليماً وطاعة وذلاً) وتواضع في مشيتك ولباسك، ولا تجعل كلَّ همِّك مظهرك دون مخبرك، وتواضع مع مَنْ هو أقلُّ مرتبةً دنيوية منك (أعِنه وسلِّم عليه وصادِقه و...)، وكذلك كُن في بيتك هيِّناً ليِّناً سَهلاً، واحذَر من الخلط بين التَّواضع والمهَانة، فالثانية: بذلُ النَّفس وابتذالها في نيل حظوظها وشهواتها أمام من لا خلاق له. فهذه صفة يبغضها الله وأولياؤه.

3- ثمرة التواضع: التواضع: يثمر محبة الله وتولِّيه عبدَه المتواضع، وإكرامه إيَّاه في الآخرة ورفعته في الدنيا، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "ما تواضع أحد لله إلا رفعه"، وقال عبد الله بن أبي أوفى واصفاً رسول الله: "كان يُكثِر الذِّكر، ويُقلُّ اللغو، ويُطيل الصَّلاة ويقصِّر الخطبة، ولا يأنَفُ أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي له الحاجة". وثمة مئات اللقطات الرائعة في حياة سيد أهل التواضع صلى الله عليه وسلم. والمهم - أخيراً – يا أيها المواطنون، يا أيها المسلمون، ويا أيها السوريون: تواضعوا فيما بينكم وليتسابق كلُّنا إلى خدمة وإعانة ورعاية كلنا مبتغين مرضاة ربنا وإسعاد الناس في دنياهم وأخراهم.

حلب

14/7/2018

محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق