الرحمة والوضوح والنزاهة. فالمجتمع اللامتراحم مجتمعُ نقمة، والنِّقمة إن حلَّت وطغَت: حصل الحقد والحسد والبغضاء والشَّنآن، وباختصار: دُمِّر المجتمع وأُبيد، فلنعمل على تحويل مجتمعنا من مجتمع نقمة إلى مجتمع رحمة: يُقدِّر الصغيرُ الكبيرَ، ويعطف الكبيرُ على الصَّغير، ويعرفُ أفرادَه للعالم حقَّه وفضلَه.
وأما الوضوح: فلطالما ردَّدتُ: الواضح رابح، وصلَّى الله على سيِّد الناس يوم قال: "تركتُكم على المحجَّة البيضاء، ليلُها كنهارها لا يزيغُ عنها إلا زائغ" وهذا أنا، وخُذْ عنِّي، وأنا كذلك، و: (إن جاءَكم فاسقٌ بنبأ فتبيَّنوا) وتأكَّدوا.
وأما النَّزاهة: فما أروعَ أن تُنزِّه نفسَك عن الحرام والطَّمع المشبوه، وما أجملَ أن تَصُونَ سمعَتك من الإساءة والسُّوء. سدِّد وقارب، والنَّزاهة صفةٌ نطلبها لليد من كلِّ كسبٍ خبيثٍ سيء، وللعقلِ من كلِّ تفكيرٍ شاذٍّ أرعَن، وللروح من كلِّ شائبةٍ مُزعجة ومُقلقة، وللقلب من كلِّ دَخَن وغشٍّ وحنق، وللإنسانيَّة من كلِّ ما يُخرجها عن مسارِها السويّ. فاللهمَّ طهِّر قلوبَنا من النِّفاق، وأعمالَنا من الرِّياء، وأعيُنَنا من الخِيانة يا ربَّ العالمين.
حلب
20/7/2018
محمود عكام
التعليقات