خطيئتان حلَّتا ساحتنا، فهل إلى التوبة منهما من سبيل ؟!

أما الأولى: فتقاليدنا هزمَت تعاليمَنا، وكانت النتيجة تكريس الخطأ واعتباره صواباً، مثال ذلك أحكامٌ كثيرة تتعلق بالمرأة: في مجال الزواج والطلاق والميراث والحجاب والعمل والتعلُّم والتعليم، ومن أراد التفصيل فليبحث عمَّا يطبق في هذا الميدان وعن مقاربته الصادقة للتعاليم الواردة في هذا الشأن في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، والمثال الآخر: أحكام تتعلَّق بالرواية نقلاً وتوثيقاً، فكم من موضوع سَرى بين الناس اليوم سَريان الصَّحيح لدى أهل التدقيق بل أشد. وكم من شطرِ حديثٍ صحيح كان له أكبر الأثر في بناء أحكام عليه دون متابعة الشطر الآخر المتمِّم.

وأما الثانية: فالمصالحُ طغَت على المبادئ، وأضحى التعامل مع المبادئ لتكون في خدمة المصالح وإلا رُفضت، وقد عدلنا عن وضع المصالح في قالب المبادئ إلى وضع المبادئ في قوالب المصالح، والمصالح هذه ليست مصالح عامة بل هي مصالح خاصة وخاصة جداً، وربما لم تتجاوز الشخص الواحد المتسلِّط الطَّاغي في ساحةٍ هنا أو ساحة هناك. فاللهمَّ ردَّنا إلى تعاليمنا السَّليمة ومبادئنا الواعية.

حلب

21/7/2018

محمود عكام