آخر تحديث: الإثنين 15 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
أين النخوة يا عرب ؟!

أين النخوة يا عرب ؟!

تاريخ الإضافة: | عدد المشاهدات: 514

بالأمس سمعتُ ورأيتُ خبراً مفاده: أنَّ فريقاً إسرائيلياً (رياضياً) شارك في بطولة كذا وكذا التي أقيمت في عاصمة عربية خليجية هنا وأخرى أيضاً خليجية عربية هناك وعُزف النَّشيد "الإسرائيلي" في ملاعب هاتين العاصمتين ووقف مَنْ وقف من المسؤولين في تلك العاصمتين بخشوع وتهيُّب. ففركت عينيَّ وهيَّأتُ سمعي أكثر: فالأمرُ واضح وواقع، فما كان مني إلا أن حوقلتُ واحتسبتُ وأصابتني حسرة سَحَبتْ مني تأوُّهاً مريراً وقلت: أين النخوة يا عرب ؟ والنخوة تذكُّر واستحضار وتحريض للشهامة والمروءة والعدالة والعزَّة التي لدى الإنسان عامة والعربي خاصة، ويظهر أنها - أعني النَّخوة - همَدَت ودخَلت في غيبوبةٍ وسُبات ولا يعلمُ عودتها ويقظتها وإفاقتها إلا الله، فحسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله ثانيةً وثالثة. يا هؤلاء: هل أعاتِبُ أم أعادي أم أحاسب ؟! أم هل أقارنُ بين ما تفعلون حِيالَ دولةٍ عربية من عداوات لا مسوِّغ لها سوى أنكم تُرضُون الدَّولة الغاصبة الآثمة المشاركة - بدعوتكم - معكم، وبين ما تقومون به من "حسن فِعال" مع المغتصب الفاجر ولا مبرِّر لذلك سوى أنكم أطعتم كبراءكم "أمريكا وبريطانيا وفرنسا وأمثالها" فأضلوكم السبيلَ.

يا هؤلاء: أحد المشاركين الإسرائيليين "الرياضيين" كان قبل أيام من وصوله دياركم يطعنُ ويقتلُ ويقنُصُ إخوةً لكم في غزَّة والضفة، بل كان يعتدي بالنار على أطفال ونساء لا ذنب لهم إلا أنهم أصرُّوا على البقاء في أرضهم وساحة عِرضهم. يا هؤلاء ماذا أنتم قائلون لربكم غداً ؟! وماذا أنتم فاعلون ومجيبون حين تسألكم أجيالكم القادمة: أتُمسِكونَ على هَوْنٍ أم تدسُّون رؤوسَكم في التراب، ألا ساء ما تحكمون. (إنما أشكو بَثِّي وحزني إلى الله).

حلب

1/11/2018

محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق