آخر تحديث: الأربعاء 17 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
قضيتنا (المخصوصة) صادقة

قضيتنا (المخصوصة) صادقة

تاريخ الإضافة: 2018/12/09 | عدد المشاهدات: 529

يُقال في علم المنطق أنَّه ثمة قضية مخصوصة أو شخصية اتَّحد موضوعها ومحمولها مع قضية أخرى مخصوصة من كل الوجوه واختلف الكيف فيهما إيجاباً أو سلباً، وَبدَهيٌّ هنا أنه إذا كانت القضية الأولى صادقة أن تكون الثانية كاذبة، فصدق إحداهما ينقض حتماً صدق الأخرى. ومثال ذلك: "الله لا شريك له"، هذه قضيةٌ، وهناك قضية مخصوصة أخرى: "الله له شريك" فهاتان قضيَّتان اتَّحد موضوعهما "الله"، ومحمولُهما "الشَّراكة" من كلِّ الوجوه واختلف الكيف "السَّلب والإيجاب"، ولا شكَّ في أن القضية الأولى صدقت "لا شريك له"، إذاً فالثانية كاذبة "له شريك" وهكذا. ومثال آخر: (وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينَّكم) فالقضيَّة الأولى "السَّاعة لا تأتي والقيامة لا تقوم"، القضية الثانية "الساعة آتية القيامة حاقَّة"، ولا شكَّ في أن القضية الثانية هي الصادقة باعتبار مقرِّرها هو الله الخالق البارئ وقد أقسم على ذلك، فالقضية الأولى "الساعة لا تأتي" حتماً كاذبة. وهنا يحلو لي المثال التالي "سورية منتصرة" يقول بعضهم "وهم الأوفياء"، وقضية أخرى مخصوصة "سوريا لا تنتصر" يقول آخرون وهم "الأعداء" فهنا: قضيتان مخصوصتان اتَّحد الموضوع فيهما "سورية" والمحمول "الانتصار" واختلف الكيف "السَّلب: لا تنتصر، الإيجاب: تنتصر"، فإن صدقَت إحدى القضيتين كانت الأخرى كاذبة حتماً، وقد أثبتَ الواقع صدقَ الأولى، وبالتالي: فالثانية كاذبة لا شكَّ في ذلك ولا ريب.

فيا أيها الإنسان: اسمع مني في هذا الشَّأن: قضاياك المخصوصة: الصادقة فيها ما اعتمدت – صادقاً - فيها على الله وعلمتَ جاهداً مخلصاً صائباً، والكاذبة منها ما لم تكن كذلك. "فالله معنا، أو الله ليس معنا" إن صدقنا في التوكل والاعتماد والعمل والتوحيد والطاعة صدقت القضية الأولى وإلا فلا.

حلب

8/12/2018

محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق