آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
بالعدل تقوم السموات والأرض

بالعدل تقوم السموات والأرض

تاريخ الإضافة: 2018/12/19 | عدد المشاهدات: 1186

سألني: أراك تركِّز على العدل دائماً وعلى ضرورة الاتصاف والتحلي والتحقق به، فلماذا وعلامَ ؟ أجبت: وهل إلا بالعدل يحيا الإنسان الحياة اللائقة بالمخلوق الأسمى ؟! وهل إلا بالعدل يسود الخير ويندحر الشر ؟! وهل إلا بالعدل تستقيم العلاقات وتنضبط ؟! بالعدل – يا قارئي – تطمئن النفوس وتهدأ الدوافع وتأمن الإنسانية بوائقها الذاتي وبوائق سواها عليها، يا أيها الناس جميعاً اعدلوا هو أقرب للتقوى، والتقوى معرفة الله، وإذا عرفت الله عرفت كل شيء مع لواحقه ولوازمه، وأهم اللواحق واللوازم الحقوق والواجبات، وعندما تُلحق وتُتبع المعرفة التطبيق والتنفيذ فتعطي كل ذي حق حقه مَنْ كان ومهما كان فأنت العادل وأنت مَن أسهمت في قيام السموات والأرض، وحملت الأمانة بوفاء وصدق. يا أيها المسلمون: خاصة كل فضيلة إن لم تقم على العدل أضاعت روحها وحقيقتها وأضحت صورة ورسماً، وكل علاقة إن لم تؤسَّس على العدل غدت مشبوهة تقترب من التزوير والتشويه. ورحم الله الشافعي إذ قال:

  غنيٌّ بلا مالٍ عن النَّاس كلِّهم                  وليسَ الغِنى إلا عن الشَّيء لا به

      إِذَا مَا ظَالِمٌ اسْتَحْسَنَ الظُّلْمَ مَذْهباً                      وَلَجَّ عُتُوّاً  فِي  قبيحِ اكْتِسابِهِ

  فَكِلْهُ إلى صَرْفِ اللّيَالِي فَإنَّها                   ستُبدي له مالم يكُن في حسابهِ

   فَكَمْ قَدْ رَأَيْنَا ظَالِماً مُتَمَرِّداً                    يَرَى النَّجْمَ تِيهاً تحْتَ ظِلِّ رِكابِهِ

    فَعَمَّا قليلٍ وَهوَ في غَفَلاتِهِ                      أَنَاخَتْ صُروفُ الحادِثَاتِ بِبابِهِ

فَأَصْبَحَ لا مَالٌ وَلاَ جاهٌ يُرْتَجَى                 وَلا حَسَناتٌ تَلْتَقي فِي كتَابِهِ

 وجوزي بالأمرِ الذي كان فاعلاً               وصبَّ عليهِ الله سوطَ عذابه

حلب

19/12/2018

محمود عكام

 

التعليقات

شاركنا بتعليق