آخر تحديث: الجمعة 19 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
التَّطبيع رِدَّة إلى أسفلِ سافلين

التَّطبيع رِدَّة إلى أسفلِ سافلين

تاريخ الإضافة: 2018/12/20 | عدد المشاهدات: 806

العدو هو مَن بادر بالاعتداء، وهو قسمان: عدوٌّ يعتدي بمسوِّغ مُفترى وزائف، وآخر يعتدي ولا يهمُّه التَّسويغ، ولعل أوضح مثال على الأول: الكيان الغاصب المدعو إسرائيل في فلسطين ولبنان والجولان، وباعتدائه على فلسطين وسلبِ أهلها أرضهم يكون معتدياً على العرب والمسلمين جميعاً لأن فلسطين عربية وأهلها كذلك، وفيها غالبية مسلمة أيضاً، وكلنا يعلم أنَّ اعتداءً على فرد من أسرة ما اعتداء على الأسرة كلها، فالعرب كلهم – إذاً – مُعتدىً عليهم ومعهم المسلمون. فما لبعض أفراد الأسرة المذكورة يُصرُّون على استبدال الغاشم الأثيم بأخيهم (فرد الأسرة الشرعي)، وكأنَّ الاعتداء غدا طريقاً مشروعة لتحويل ما ليس بحق إلى حق، وهذا كله يُدعى اليوم "تطبيعاً" أي عَدُّ ما ليس طبيعياً طبيعياً، والمشكلة أنَّ هذا "البعض" يجتهد في اعتبار نفسه (زعيم الإسلام والعروبة)، فهل هذا من أشراط الساعة ؟! "وُسِّد الأمر إلى غير أهله"، أو: "يتكلم في أمر العامة الرُّويبِضة"، أو: "كيف أنتم إذا رأيتم المعروف منكراً والمنكر معروفاً"، وقد بدأ التطبيع بالتواعد سراً، ثم تطور فأضحت السَّفارات والقنصليات والمكاتب والمجمعات، ثم استفحل فكثرت وتعددت الزيارات على مستوى الأفراد والمؤسسات، وأُعلن – وبكل صفاقة – أمر هذه الدعارة، فهيا يا مغتصبون زورونا جهاراً كفاحاً وما عاد يهمنا ما يقوله الشرفاء عنا وقد ألهيناهم بصراع فيما بينهم وفق خطة سيدنا الأمريكي وأتباعه البريطانيين والفرنسيين وسائر المدجّنين من الغرب والشرق، ولكن اسمعوا يا هؤلاء: "ضعفٌ عابر لا يُغيِّر حقاً ثابتاً"، و: "من صادق ظالماً فهو ظالم"، و: "من عادى أخاه لصالح عدو أخيه فهو عدو أخيه"، ومن ظن أنه قادر على إحقاق الباطل فهو الباطل الزائل، والتطبيع مع "إسرائيل" تضييع للدين والأخلاق والعروبة والأمانة، وساء ما يفعله المطبِّعون المتآمرون، وسيعلمون أيَّ منقلب ينقلبون.

حلب

20/12/2018

محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق