آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
المذهبية والطائفية

المذهبية والطائفية

تاريخ الإضافة: 2018/12/23 | عدد المشاهدات: 627

لا مانع من أن يكون لك مذهبٌ في ميدانٍ ما من ميادين الحياة المختلفة: دنياً أو اقتصاداً أو اجتماعاً أو سياسة، ولكنَّ الممنوع أن تحوِّل ذاك المذهب مع سائر أتباعه مُتفقين إلى طائفة تنفردُ عن غيرها بعصبيَّتها ورفضها الحوار في أساسيات مذهبها، وكأنَّ هذه الأساسيات غدَت ثوابت لا تتبدَّل ولا تتغير، وامتازوا اليوم أيها الطَّائفيون والطوائف، فقد غدوتم كذلك إلى أبدِ الآبدين، ما يُبدَّل المذهبُ لديكم ولا لدى سواكم عنكم، ويتفاقم الأمرُ خطورة لتصبح كل طائفة أنموذج العصبيَّة وربما تحوَّلت هذه العصبية إلى عِدائية مع سائر الطوائف. وعن الطائفة تتفرَّع طوائف وهكذا حتى نصِل إلى ما وصلنا إليه اليوم (تجزئة المجزأ وتقسيم المقسَّم) وهاتِ يا مستكبر وغذِّ التفرقة بوسائل وحِيل يمدُّك بها الشيطان ليحقِّق ما أقسمَ عليه: (فبعِزَّتك لأغوينَّهم أجمعين)، ولعلَّ غواية الفرقة والتفرق والتشرذم هي أفظع غواية يقعُ في فخِّها الإنسان، أولم يقُل المولى جلَّ شأنه: (وجعلناكُم شعوباً وقبائل لتعارفوا) على مستوى الإنسانية كلِّها، ثم أولم يقُل: (إنَّما المؤمنون إخوة)، و: (إنَّ هذه أمتكم أمةً واحدةً وأنا ربُّكم فاعبدون) على مستوى الدِّين الحنيف ؟!! فيا مَن حوَّلتم المذهبَ إلى طائفية مُتَّسمة بالكراهية والعدوانية و... رُويدكم، وليسَعكم ما وسعَ أسلافكم يومَ قال حكيمٌ عظيمٌ منهم: "الناس صِنفان: إما أخٌ لكَ في الدِّين أو نظيرٌ لكَ في الخَلق"، ولقد قرأتُ كلمةً لجُبران خليل جُبران أعجبتني يقول فيها: "الأمة التي تكثُر فيها الطَّوائف يقلُّ فيها الدِّين". فهل بعدَ هذا إلى وحدةٍ على ما ينفعُ النَّاس في دنياهم وأخراهم من سبيل ؟!!

حلب

23/12/2018

محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق