نستقبل كلَّ أسبوع تقريباً راغباً بالإسلام وإشهاره، وفي كل مرة نسأل عن الدافع فيقال: إنه الإعجاب بهذا الدِّين العظيم، أخلاقاً وعقيدةً وعبادة وعناية بالإنسان، فنجيبهم: ولكن المسلمين أنفسهم يكادون يرفضون الإسلام إلا مَنْ رحم الله لما يرون من جماعات وفيرة ترفع رايته في العنف والقتل والاغتيال و... فماذا تأمرون ؟! ويُصرُّون قائلين: نريد أن نعتنق الإسلام ولا يؤثِّر علينا ما يفعله هؤلاء ولا سواهم ليقيننا أنَّهم ادعياء، وأنَّ الإسلامَ الحقيقي يقف في الضفَّة الأخرى منهم، وقد قرأنا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ومسيرته فرأيناها مسيرةً إنسانية راقية ماتعة تمثل ما نصبو ونتطلع إليه في سُلَّم طموح إنسانيتنا التائقة إلى اللطف والرحمة والتواضع والعطاء والشجاعة والإقدام والسَّلام والأمان. ونتابع الحوار معهم قائلين: المهمُّ أن تكونوا سعداء مطمئنين. وتأتي الإجابة منهم: سعداء ومطمئنون ومرتاحون فاقبلوا رغبتنا وإرادتنا وامنحونا وثيقة "إعلان إسلام" فقد طال انتظارنا لها فهلمَّ بها إلينا .وقد قالت لي – مرة – إحداهن: أنا أعلم أن ثمَّة إسلامين: صحيحاً حقيقاً ومزوراً مزيَّفاً، وإذ أُسلم فهذا يعني أني قد فرَّقتُ بينهما وعرفتُ حقيقة كل منهما. وأما آخر فقد حدَّثني قائلاً: الإسلام الذي عرفتُ ودرستُ لبوس مناسب للإنسان يرتاح به ويُسَرُّ بارتدائه ويشعر بعمق إنسانيته وهو يعتنقه ويتخذه منهاجه. وأخيراً: لستُ في هذا العرض الوجيز داعياً بل واصفاَ وموثقاً، فاللهمَّ هيِّئ منَّا مسلمين حقيقيين واجعلنا من المخلصين، نستهديك لأرشد أمرنا ونسألك علماً ينفعنا.
حلب
9/1/2019
محمود عكام
التعليقات