يا إنسانيَّةَ الإنسان أينما كان هيَّا استفيقي فقد طالَ السُّبات، فإن قلتِ لي: وكيفَ عرفتِ أنَّني في سُباتٍ ؟ فالجوابُ: ما أرى ويَرَى سواي، والناسُ يكادون أن يكونوا فئتين: فئة ضعيفة صابرة تُضام وتُهان وتُتَّهم، وهم الأكثرية، وفئة متجبِّرة مُتكبِّرة طاغية، بِيدِها الثَّرواتُ والأقواتُ، تعبثُ بالأرواح والأنفس والثَّمرات والجَماد والحيوان، فأنَّى تذهبون...
فهل إلى إفاقةٍ من سبيل يا أيها الناس جميعاً، والإفاقةُ عودةُ الضَّمير الواعي الصَّادق إلى الجميع، أما الفئةُ الأولى فمن أجل أن تقوى وتنشط وتهبَّ وتسعى ولا تخاف في الله أحداً وبأسلوب الإنسانيَّة الرقيق الحازم واللطيف الحاسم، وأعتقدُ أنَّ الأوانَ آن. وأما الفئةُ الثانية: فهيَّا للاعتبار والاتِّعاظ والمثول في محكمة الضمير، فما لكم لا تُفكِّرون في المصير والمآل ولا في العواقب والنِّهايات، فعودوا إلى الرُّشد قبل أن تندَمُوا – ولاتَ ساعةَ مَندم – وأفيقُوا قبلَ أن تناموا نوماً لا إفاقةَ بعده إلا ووجوهكم في النَّار مُنكبَّة، ويُقال لكم: هذا جزاءُ غيٍّ سَدَرتم في سراديبه، وضلالٍ استَسغتُم شربَ كاساته، فَيَا ويلكم.
(يا أيُّها الإنسانُ ما غَرَّكَ بربِّك الكريم. الذي خَلَقك فسوَّاكَ فعَدَلك)، (أفحسبتم أنَّما خلقناكُم عَبَثاً وأنَّكم إلينا لا تُرجَعون).
حلب
19/3/2019
محمود عكام
التعليقات